نسلط في هذا المقال الضوء علي مدينة جدة عروس البحر الاحمر، احد افضل المدن من حيث تاريخها و موقعها الجغرافي ، و اجمل مدينة ساحلية في المملكة. جدة المدينة التي قال عنها الشيخ زايد حاكم الامارات العربية المتحدة عندما زارها عام 1970 انه يتمني ان يحظي بمدينه مثلها ، ثم بعد ذلك مباشرة انطلقت اعمال البناء في دبي ، و التي تعتبر حاليا المدينة الاكثر زخما و تطورا في الخليج.
جدة تمتلك الكثير من المقومات و المميزات لتصبح اكبر مدينة سياحية في الشرق الاوسط ، فلديها اكبر نافورة في العالم ، كما سميت بوابة الحرمين ، لانها تستقبل ما يقارب 70% من الحجاج و هذا ما يجعلها الميناء الاكبر و الاكثر اهمية . و عدد سكنها تقريبا 3.9 مليون نسمة حسب المسح السابق في 2014 ، و هي تسيطر علي ما يقارب 32% من التكتل السكاني في المملكة العربية السعودية . نموها العقاري و المعماري يعد الافضل و الاسرع في المملكة ، لذى تعتبر مدينة ذات بصمة مميزة و تطور هائل في المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضا: في المملكة العربية السعودية ، قم بزيارة “لاس فيغاس المستقبلية” .
ماذا تحتاج جدة؟
تشير اخر التقارير الواردة انه لا يوجد في المدينة اي متاحف تليق بها بما يتناسب مع النو السكاني و الاقتصادي الذي يقوم بها ، فكيف لمدينة كجدة ان لا تتوفر على متاحفة كثيرة و كبيرة تسرد تاريخها و تعرض على السائحين رونقها و عراقة حضارتها . فقد قال بعض المؤرخين ان حواء نزلت من الجنة الى جدة (و هذا حسب ما يقال). قامت المملكة في وقت سابق بعمل دؤوب و مستمر من اجل تسجيل جدة التارخية (جدة البلد) ضمن قائمة الينوسكو للمواقع التارخية و يذكر ان الملك سلمان بنفسة (عندما كان ولي للعهد و اميرا للرياض قام بافتتاح حفل الينيسكو الذي صنف مدينة جدة ضمن المعالم الاثرية و السياحية الهامة حول العالم ، و هذا يعني ان الميزة التاريخية و الاستراتيجية مضومنة … اذا ماذا ينقص هذه المدينة؟
باريس تحتوي علي 300 متحف!
و في هذا الصدد يري المعماري ابراهيم جوهرجي من مكتب اي ان جي المعماري ، و طرحنا عليه بعض التسؤلات عن التطور الفني بالمملكة و المتاحف ، حيث يري المعماري السعودي ان
“المملكة و جدة بالتحديد تملك اولوية مميزة جدا و الفن يبقي رواج من خلال النشاطات التي تقدمها في مؤسسة مسك للفنون التي حظيت باشراف من ولي العهد الامير محمد بن سلمان مباشرة تعد من افضل منشئات الراعية للفن علي مستوي عالمي ، كما يوجد ارتباط كبير بين الفن و العمارة و هذا الامر سيساعد في تحسين الذائقة الفنية للمواطن السعودي و للزائرين من داخل وخارج ارض الوطن.”
” و بالنظر الي الارقام فقد استقطبت جدة حوالي 6 ملايين سائح لعام 2018 ، مما يجعلها مزار مميز نظرا للموقع الاستراتيجي و تنوع النشاطات ، كما ان عدد المتاحف في جده غير دقيق لكن حوالي 12 تقريبا. و اعتقد ان الحكومة حاليا تسعي الي الاستثمار في هذا المجال الواعد و المميز. فباريس وحدها تحتوي على 297 متحف من ضمنها متحف اللوفر ، المدن الخليجية كذلك تسابقة من اجل الحصول علي متاحف مميزة لتعرض للسائحين حضارتها”، اضاف المعماري.
اقرأ أيضا: تمكن مكتب INJ من ايجاد الحل المناسب لمشكلة التسكين اثناء فترة الحج
و في هذا الصدد يرى المعماري ابراهيم جوهرجي انه يتمني ان يصمم متحف في السعودية ، لان تجربة تصميم متحف تعد في غاية الاهمية. فيجب على كل معماري هاو كان ام متمرسا ان يضع ضمن اعتباراته الاساسية الاحاسيس و الشعور الذي يمر به الانسان ، و كيفية التفاعل مع الاعمال الفنية بشكل متناغم. يجب ان يتم تصميم المتحف و الاعتماد على الشم و النظر و اللمس و الصوت و كل شيء. كما يري المعماري ان غزارة المتاحف تعد قليلة جدا حوالي متحف لكل نصف مليون نسمة ، و هذا قليل جدا حسب المؤشرات العالمية ، كون ان المملكة تحتوي علي العديد من الفنانين ، و كذلك الكثير من الاعمال الفنية العالمية. فمن المؤسف رؤية كل هذه الابداعات تضيع بسب نقص المتاحف.