يتربّع “عش الخشب” على منحدر غابي في منتزه هارانجرفيدا الوطني بالنرويج، كملاذ هادئ صممه المهندس كوينتين ديسفارج من أوسلو. مغطى بخشب الصنوبر غير المعالج ونوافذ دائرية جريئة، يتناغم هذا الكوخ مع محيطه القاسي – جامعًا بين التقاليد النوردية وإطلالات على الطبيعة الخلابة.

حوار مع الطبيعة:-
بدلاً من أن يفرض الكوخ وجوده على الأرض، فإنه يتكيف معها. حرص ديسفارج على الحفاظ على غابة البتولا المحيطة، منسجما مع الموقع كامتداد طبيعي للغابة. يقول: “إنه يتعايش مع الأرض”. يعكس شكل الكوخ ذو السقف المثلثي والهيكل الخشبي المكشوف الطراز المحلي، بينما تتيح النوافذ الدائرية – التي تشبه نوافذ السفن – إطلالات حية على الأشجار المغطاة بالثلوج والجبال البعيدة.

دفء في قلب البرية:-
ينقسم الكوخ من الداخل إلى منطقتين: منطقة معيشة عالية السقف مع شرفة علوية، وجناح شمالي خاص يحتوي على غرف النوم والحمامات. تملأ النوافذ الدائرية المساحات بالضوء، مما يخلق أجواءً علوية حتى خلال فصول الشتاء الطويلة في النرويج. يقول ديسفارج: “قد يبتلع الثلج الكوخ أحيانًا، لكنه يظل مفتوحًا ومُضاءً، دائمًا في حوار مع الفصول المتغيرة”.

مواد تحكي قصة:-
تتماشى المواد الخام والصادقة مع الغابة المحيطة:
– ألواح خشب الصنوبر (تُترك لتبيض بفعل الطقس)
– لمسات من خشب البتولا تربط الداخل بالأشجار الخارجية
– أرضيات خرسانية تُرسّخ الكوخ في جيولوجيا الجبل
– لمسات خضراء في المطبخ والسلالم، تُذكر بالطحالب والأشنات
يحتفل ديسفارج بالتغير هنا – فقد صُمم الكوخ ليشيخ بكرامة، حيث تتطور ملمساته مع الزمن. والنتيجة هي مساحة تشعر بأنها خالدة وعميقة الجذور في بيئتها.
“عش الخشب” ليس مجرد مأوى؛ إنه تأمل شاعري في مرونة الحياة النوردية، حيث تنحني العمارة لإيقاع الطبيعة.
للحصول على المزيد من المقالات والرؤى الملهمة، استكشف الارشيف .
ملاحظة: تمت مراجعة هذه المقالة وتحريرها من قِبل فريق تحرير archup لضمان الدقة والجودة