خلفية القرار وأهدافه
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 10 فبراير 2025 فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الحديد والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، مستندًا إلى قانون القسم 232 الذي يُبرر هذه الإجراءات بأسباب تتعلق بالأمن القومي. يهدف القرار إلى حماية الصناعة المحلية وزيادة الإنتاج الأمريكي، لكنه يُنذر بتداعيات كبيرة على قطاع البناء العالمي، الذي يعتمد على هذه المواد في تشييد المباني والبنى التحتية .
التأثير المباشر على قطاع البناء الأمريكي
- ارتفاع تكاليف المشاريع:
- تشكل تكاليف الحديد 10-15% من إجمالي تكاليف البناء في الولايات المتحدة. مع فرض الرسوم، من المتوقع أن ترتفع أسعار الحديد بنسبة 20-30%، مما سيؤدي إلى زيادة تكلفة المشاريع السكنية بنحو 3-5%، والمشاريع التجارية بنسبة 5-10%، خاصة في المباني الشاهقة التي تعتمد على الهياكل الفولاذية .
- صناعة السيارات، التي تستخدم الحديد في التصنيع، قد تشهد زيادة في التكاليف بنسبة 12%، وفقًا لتجربة سابقة مع رسوم عام 2018 .
- تباطؤ النمو:
- حذرت الجمعية الأمريكية للمقاولين (AGC) من أن ارتفاع التكاليف قد يؤدي إلى تأجيل أو إلغاء مشاريع بقيمة مليارات الدولارات، مما يُهدد 4% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي المرتبط بقطاع البناء .
التداعيات العالمية: سلاسل التوريد والأسعار
- ارتفاع الأسعار عالميًا:
- الولايات المتحدة هي ثاني أكبر مستورد للحديد عالميًا، لذا فإن فرض الرسوم قد يرفع أسعار الحديد في أوروبا بنسبة 10-15%، وفي آسيا بنسبة 5-10%.
- كندا (المصدر الأول للحديد إلى الولايات المتحدة بنسبة 23%) والمكسيك (12%) ستتأثران بشكل مباشر، مما قد يدفعها لفرض رسوم انتقامية على الصادرات الأمريكية، كقطع غيار السيارات أو الأخشاب .
- اضطراب سلاسل التوريد:
- يعتمد 80% من استهلاك الألومنيوم الأمريكي على الواردات، خاصة من كندا (58%) . أي تعطيل في هذه السلاسل قد يؤخر مشاريع البناء العالمية، مثل الجسور والمطارات.
ردود الفعل الدولية والاحتمالات المستقبلية
- كندا والمكسيك: أعلنتا عن نية فرض رسوم انتقامية بنسبة 25% على سلع أمريكية، مثل لحم الخنزير والمنتجات الزراعية، مما قد يُكبد الشركات الأمريكية خسائر تُقدَّر بمليارات الدولارات .
- الصين: ردت برفع رسوم على واردات الفحم الأمريكي (15%) والغاز الطبيعي المسال (10%)، مما قد يُعقّد استيراد المواد الخام لصناعة الصلب .
- الاتحاد الأوروبي: حذر من إمكانية فرض رسوم مماثلة، مما قد يُشعل حربًا تجارية تُهدد 20% من الناتج الصناعي العالمي المرتبط بالصلب .
نصائح للمهندسين والمقاولين
- إعادة تقييم الميزانيات:
- ضعوا في الاعتبار زيادة بنسبة 5-10% في تكاليف المواد عند التخطيط للمشاريط المستقبلية.
- استكشاف بدائل:
- فكروا في استخدام مواد مثل الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية أو الألومنيوم المعاد تدويره، والتي قد تكون أقل تأثرًا بالرسوم .
- التفاوض مع الموردين:
- حاولوا تأمين عقود طويلة الأجل بأسعار ثابتة لتجنب التقلبات السعرية المفاجئة.
- مراقبة التطورات السياسية:
- تابعوا المفاوضات بين الولايات المتحدة وكندا/المكسيك، حيث قد تُعلَن إعفاءات لبعض المواد .
توقعات اقتصادية
- وفقًا لـمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، قد تخسر الأسر الأمريكية ذات الدخل المتوسط ما بين 1,700 إلى 3,900 دولار سنويًا بسبب ارتفاع الأسعار .
- من المتوقع أن ترتفع تكلفة بناء منزل متوسط في الولايات المتحدة بمقدار 8,000 دولار، وفقًا لتحليلات Bloomberg .
الخلاصة
فرض رسوم ترامب ليس مجرد قرار محلي، بل هو صدمة لاقتصاد عالمي يعتمد على شبكة معقدة من سلاسل التوريد. بينما قد تستفيد بعض الشركات الأمريكية المنتجة للحديد، فإن التكاليف المترتبة على قطاع البناء والمستهلكين تُنذر بفترة من التضخم وعدم الاستقرار. على المهندسين والمعماريين تبني استراتيجيات مرنة، مثل تنويع مصادر التوريد واعتماد تقنيات بناء مبتكرة، لتجاوز هذه التحديات.