مبنى فورد سنترال كامبوس المقر المركزي الجديد في ديربورن
يُشكّل مبنى فورد سنترال كامبوس تحولاً استراتيجياً في البصمة التشغيلية لشركة فورد، حيث حلّ محل مبنى غلاس هاوس التاريخي بعد نحو 70 عاماً، دون هدمه، بل بإيقاف تشغيله وتحويل موقعه لاستخدام الموظفين والمجتمع المحلي. ليكون محور مركز هنري فورد الثاني العالمي ضمن حرم البحوث والهندسة في ديربورن، وبدأ استقبال 4000 موظف تدريجياً . وما زالت الأعمال جارية على المشروع المعماري، بما في ذلك المساحات الخارجية والبنية التحتية المحيطة، على أن يُستكمل الحرم بالكامل بحلول عام 2027. ويجسّد المبنى إعادة تعريف العلاقة بين التراث الصناعي وبيئة العمل التعاونية، في إطار إعادة هيكلة مؤسسية أوسع.
(صورة © آيفان باان / بفضل شركة Snøhetta)
مفهوم التصميم
استند التصميم إلى مدخلات من أكثر من 40 مجموعة نقاشية مع الموظفين، ليتبلور في هيكل من أربعة طوابق يحتضن استوديوهات وورش صيانة وتصنيع ومناطق تعاون حول ثلاث ساحات داخلية. وتُدخل هذه الفراغات الضوء الطبيعي والتهوية إلى عمق المساحات العملية، متماشية مع مقاربات معاصرة في التصاميم المعمارية. ويركّز التخطيط على المرونة لدعم نماذج العمل الهجين، مع تشجيع التفاعل المباشر بين الموظفين. ونظراً لموقعه المقابل لمتحف هنري فورد وقرية غرينفيلد، يربط المشروع بين البنية المؤسسية والفضاء العام كجزء من مدن وتخطيط عمراني مترابط.
(صورة © آيفان باان / بفضل شركة Snøhetta)
المواد والبناء
تشير الصور الخارجية إلى استخدام مواد بناء قياسية مثل الهيكل الفولاذي والواجهات الزجاجية، مع تجنب الزخارف. وقد سمح جدول إنشاء وبناء المتدرّج بافتتاح جزئي مع استمرار الأعمال في مناطق أخرى. ويتركّز نحو 20 ألف موظف ضمن نطاق مشي لا يتجاوز 15 دقيقة، ما يخفف الضغط على أي مباني وهياكل واحدة. ويعكس هذا النموذج اتجاهاً هندسياً حديثاً يفضّل التكيّف على التوحّد.
(صورة © آيفان باان / بفضل شركة Snøhetta)
الاستدامة والتأثير الحضري
يقدّم الحرم خمسة هكتارات من المساحات الخضراء والساحات الجديدة، ليُفتح أمام الجمهور ويخفّف الحدود بين المجال المؤسسي والمدني. وتهدف مرافق مثل قاعة الطعام إلى دمج الحياة اليومية مع بيئة العمل، رغم غموض مدى إتاحتها على المدى الطويل. وتندرج هذه الاستراتيجية ضمن نقاشات عالمية حول استدامة البنية التحتية المشتركة. وتوثّق هذه المشاريع في أرشيف المشاريع كأمثلة على تحوّل مراكز العمل في الضواحي.
(صورة © آيفان باان / بفضل شركة Snøhetta)
خاتمة
هل يمكن للمباني المؤسسية أن تُصبح بنى تحتية عامة فعلية، أم أن هذا الانفتاح يظل رمزاً شكلياً؟ قد لا يُعرف الجواب قبل 2027، حين يكتمل تفعيل الرؤية المكانية بالكامل.
لقطة معمارية سريعة: مقر تعاوني من أربعة طوابق في ديربورن، ميشيغان، صمّمه سنوهيتا ليحل محل مقر فورد التاريخي غلاس هاوس بتصميم مفتوح يعتمد على الساحات الداخلية ويندمج مع المساحات الخضراء العامة.
ArchUp Editorial Insight
تعرض مراجعة مقر فورد المركزي التحوّل المؤسسي كتطور معماري، ممزوجة بسردية مشاركة الموظفين وإعادة تعريف الدور المدني في ديربورن بالولايات المتحدة الأمريكية. لكنها تتجاهل أسئلة جوهرية: هل يمكن لمقر تموّله شركة سيارات أن يكون فضاءً عاماً فعلياً، أم أن انفتاحه الأخضر يُخفي سيطرة مكانية؟ تم ذكر إعادة استخدام موقع غلاس هاوس دون نقد محوه الرمزي. نقطة الإيجاب الوحيدة هي الإقرار بالتنفيذ المتدرّج، وهو اعتراف نادر بهشاشة المشاريع. مع ذلك، يميل النص إلى البيان الصحفي المُقنّع بلغة توثيقية، لا النقد العميق. هل سيبقى هذا الحرم جزءاً من النسيج الحضري، أم سيذوي كحاجز مُعلّم بمجرد تغيّر نماذج التنقّل؟