تدمير العديد من المعالم الأثرية في غزة

في الأسابيع التي تلت هجوم حماس في 7 أكتوبر ، قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 15 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، ودمرت آلاف المنازل في القطاع.

كما تكبدت المنطقة خسائر فادحة بالتراث الثقافي القديم ذي الأهمية العالمية.

فقد كانت المنطقة مركزًا للتجارة والثقافة تحت الحكم المصري واليوناني والروماني والبيزنطي، وظلت مؤثرة لعدة قرون بعد ذلك.

وتوضح دراسة حديثة أجرتها مجموعة التراث من أجل السلام الأضرار التي لحقت حتى الآن بأكثر من 100 من هذه المعالم في غزة منذ بداية الصراع الحالي.

 

 

ومن بين هذه المعالم المسجد العمري الكبير، أحد أهم وأقدم المساجد في فلسطين التاريخية؛

وكنيسة القديس برفيريوس، التي يُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم كله؛

ومقبرة رومانية عمرها 2000 عام في شمال غزة تم التنقيب فيها العام الماضي فقط؛

ومتحف رفح، وهو مكان في جنوب غزة كان مخصصًا للتدريس حول تراث القطاع الطويل والمتعدد الطبقات

– حتى تعرض لضربات جوية في وقت مبكر من الصراع.

وقد قالت مديرة متحف رفح سهيلة شاهين، “كانت هناك قطع لا تقدر بثمن من عملات معدنية وأحجار كريمة وألواح نحاسية وملابس،

وتناثرت شظايا الجص الأبيض على الأرض، لقد انهار الجدار خلفها بالكامل، متحف رفح في رعاية الله الآن.”

 

 

تدمير العديد من مواقع التراث الثقافي

خلال الهجوم على قطاع غزة، تم تدمير العديد من مواقع التراث الثقافي والآثار القديمة، بما في ذلك أقدم مسجد في غزة.

فمنذ 7 أكتوبر، تم تدمير العديد من المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والمباني السكنية،

بما في ذلك المسجد العمري الكبير الواقع في حي الدرج – أحد أهم وأقدم المساجد في فلسطين.

كما تم تدمير المركز الثقافي الأرثوذكسي، ومتحف القرارة الثقافي،

فكان لكل من هذه المباني أهمية تاريخية وثقافية للمجتمع المحلي، وكان لتدميرها تأثير عميق على المنطقة.

 

تدمير العديد من المعالم الأثرية في غزة

 

وبحسب ميدل إيست مونيتور، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مسجد عثمان بن قشقاي القديم في البلدة القديمة بغزة،

مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص وإلحاق أضرار بالمنازل المجاورة.

 

 

وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد تم تدمير تسع دور نشر ومكتبات،

بالإضافة إلى التدمير الكامل أو الجزئي لما لا يقل عن 21 مركزًا ثقافيًا.

 

المعمار المذهل في التراث العالمي: أمثلة من حول العالم

 

كما تم تدمير معظم أجزاء البلدة القديمة في مدينة غزة، بما في ذلك 20 مبنى تاريخيًا، بما في ذلك الكنائس والمساجد والمتاحف والمواقع الأثرية.

كما لحقت أضرار بثلاثة استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني.

 

 

وقالت وزارة السياحة والآثار إن “جريمة استهداف وتدمير المواقع الأثرية يجب أن تدفع العالم واليونسكو إلى التحرك؛

للحفاظ على هذا التراث الحضاري والثقافي العظيم”.

فمنذ بداية النزاع في 7 أكتوبر، تأثر عدد كبير من الأفراد، وبحسب التقارير، لا يزال يتم تسجيل حالات وفاة مستمرة.

 

الحفاظ على التراث التاريخي في التخطيط الحضري وتحقيق التوازن بين القديم والجديد

 

متطلبات إعادة إعمار غزة

من الصعب حساب تكاليف إعادة إعمار غزة، فقد شهدت الحرب التي استمرت 11 يومًا على غزة في عام 2021 تدمير 2000 منزل وتضرر نحو 22000 وحدة سكنية،

وتطلبت حينها  أكثر من مليار دولار من التمويل الأجنبي للمساعدة في جهود التعافي.

فكان هذا مجرد قطرة في بحر بالنسبة للمتطلب الحالي، عندما تتوقف الأعمال العدائية فعليًا.

ويقدر بعض المسؤولين الفلسطينيين التكلفة الاقتصادية للعملية البرية الإسرائيلية في غزة عام 2014 بأكثر من 6 مليارات دولار، ولكن الحرب الحالية هي بالفعل أطول وأكثر تدميرًا بكثير.

وقد تنبأت التوقعات الأولية بتكاليف تصل إلى 50 مليار دولار بسبب حجم الدمار الهائل الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي الوحشي وغير المسبوق على القطاع المحاصر.

تدمير العديد من المعالم الأثرية في غزة

وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس التركي طيب أردوغان الأسبوع الماضي، أن تركيا ستبذل جهودًا هائلة لإعادة بناء المستشفيات والمدارس وغيرها من البنية التحتية المدمرة بمجرد تنفيذ وقف إطلاق النار.

وقد تتجاوز كافة نفقات إعادة الإعمار 50 مليار دولار حال توقف العدوان الإسرائيلي.

وفي القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية التي عقدت في الرياض يوم 11 نوفمبر، أكد البيان الختامي على ضرورة “تعبئة الشركاء الدوليين لإعادة إعمار غزة والتخفيف من آثار الدمار الشامل الذي سببه العدوان الإسرائيلي” بمجرد توقفه.

كما دعا البيان أيضًا إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة.

ومن بين “آليات الحل” التي اقترحتها القمة، إنشاء شبكة أمان مالية عربية وإسلامية لدعم غزة، بالإضافة إلى الدعوة إلى زيادة التمويل الدولي.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *