رانشو ديل بوسكي: العمارة المتجزئة في فالي دي برافو تتحدى هيمنة الطبيعة
تُعرّف الأجنحة الخرسانية المتجزئة المفهوم الجديد الذي تبنته إحدى الشركات المعمارية لهذا المنزل الريفي. يقع رانشو ديل بوسكي في غابات الصنوبر بـ فالي دي برافو في المكسيك. يتألف المنزل العائلي من ستة هياكل منفصلة، قام المصممون بتوزيعها في صف أنيق على طول تلة. تبلغ مساحته الإجمالية 735 مترًا مربعًا. التصميم المشتت ليس مجرد اختيار جمالي. إنه دعوة صريحة للسكان لاعتبار الطبيعة المحيطة امتدادًا حيويًا لـ مساحتهم المعيشية.
مسار التجوال: عبور الغابة بين الأجنحة الخرسانية المتجزئة
يبدأ المسار عند المنحدر. تُرحب بنا سلسلة من الأشكال المعمارية التي تبدو وكأنها استقرت برفق على الأرض. الحركة هنا ليست داخل مبنى واحد. إنها رحلة متقطعة تتطلب الخروج والدخول بين الفضاءات. يفرض التوزيع الخطي لـ الأجنحة الخرسانية المتجزئة على الزائر أن يقطع مسافات قصيرة في الهواء الطلق. تقوده المسارات والشرفات الممهدة بأحجار المحاجر بين كتلة وأخرى. هذه المسارات ليست مجرد ممرات؛ إنها نقاط التفاعل الرئيسية. تجبرك على تذوق نبض الغابة ورائحة الصنوبر قبل الوصول إلى الوظيفة التالية. تتشابك الظلال التي تلقيها الأسقف الممتدة مع حركة الشمس. هذا يخلق إيقاعًا متقلبًا من الضوء والحركة.
بصمة الأرض: تقنيات البناء والمواد السردية
تُقدم الخرسانة هنا سردًا مختلفًا. اختار المصممون خرسانة بصبغة حمراء دقيقة. أصبحت العمارة صدى بصريًا للتربة المحلية الغنية بأكسيد الحديد في فالي دي برافو. هذه التقنية تربط المبنى ببيئته بشكل جوهري. يمكن تحليل المواد المستخدمة و تقنيات البناء على النحو التالي:
- الخرسانة المصبوبة المصبوغة: المادة الإنشائية الأساسية، وتحتوي على صبغة حمراء لـ 90% من الهياكل الظاهرة.
- الخشب الطبيعي: استُخدم للأرضيات والتجهيزات الداخلية، ليضيف الدفء البصري بنسبة حوالي 8% من التغطية الداخلية.
- الحجر الجيري الأبيض: استُخدم للجدران الداخلية المحيطة بغرفة المعيشة.
- حجر المحاجر الخشن: مخصص لرصف الممرات الخارجية والشرفات، بنسبة 2% من إجمالي المواد المُغطية للأرضيات الخارجية.
التكرار الهادئ للشكل شبه الأسطواني يخلق إحساسًا بالوحدة رغم التفكك. هذا الاستخدام لـ الأجنحة الخرسانية المتجزئة يحقق العزلة والاحتواء من جهة التل. في المقابل، ينفتح بالكامل نحو مناظر الوادي الواسعة.
برنامج وظيفي مفكك: العيش في ستة فصول
تم فكفكة البرنامج الوظيفي للمنزل بالكامل. وُزعت الوظائف على الكتل الست، مما يضمن أن كل مساحة تمتلك علاقة فريدة بضوئها وتضاريسها الخاصة:
- القلب : الكتلة الأكبر، وهي شبه أسطوانية. تضم مناطق المعيشة وتناول الطعام المركزية التي تفتح مباشرة على تراس المسبح.
- الخصوصية : ثلاث كتل شبه أسطوانية مخصصة بالكامل لغرف النوم. تتوزع هذه الغرف على طابقين لكل كتلة.
- فصل الاستراحة: كتلة شبه أسطوانية إضافية توفر مساحات صالة مريحة وهادئة.
- فصل الدعم : الكتلة المكعبة الوحيدة، تقع في الطرف الشمالي. تضم المطبخ والمساحات الخدمية اللازمة لتشغيل رانشو ديل بوسكي.
تتوافق الشرفات الملحقة بغرف النوم مع ارتفاع قمم الأشجار. هذا يجعل الانتقال من الداخل إلى الخارج بمثابة صعود حسي عبر مظلة الغابة الخضراء. هذا التوزيع يدفع الساكن إلى الانغماس في الطبيعة، بدلاً من مجرد النظر إليها من نافذة واحدة.
✦ نظرة تحريرية من ArchUp
تمثل رانشو ديل بوسكي محاولة جريئة لاستبدال الكتلة السكنية الواحدة بمنهجية تجزئة البرنامج داخل سياق طبيعي مهيمن. هذا يخلق توترًا معماريًا بنّاءً بين الإرادة البشرية واستمرارية الغابة. ينجح سوردو مادالينو في صهر العمارة بالبيئة من خلال الاختيار الدقيق لصبغة الخرسانة المصبوبة الحمراء. يحقق هذا شفافية مادية تنعكس مباشرة في تركيبة التربة المحلية. هذا التناغم اللوني يُعد نقطة إيجابية وثائقية تدعم الوعي السياقي للمشروع. ومع ذلك، يثير التوزيع الخطي والمتكرر للأجنحة سؤالًا حول فعالية التفاعل الاجتماعي. كيف يمكن لهذه التجربة المشتتة أن تعيد تعريف الحياة المشتركة للعائلة الكبيرة؟ إن أهمية المشروع المستقبلية تكمن في كونه مرجعًا نقديًا لبروتوكولات البناء في المناطق الطبيعية الحساسة، بعيدًا عن لغة البناء الاحتلالي.