نظم المعلومات الجغرافية للتخطيط العمراني

التخطيط الحضري هو عملية متعددة الأوجه تشمل البنية التحتية وأنظمة المرافق وشبكات الاتصالات وسلاسل التوزيع وغير ذلك.

قد تكون إدارة العديد من المتغيرات أمرًا صعبًا، لكن تقنية نظم المعلومات الجغرافية الحديثة توفر حلًا.

ما هو التخطيط العمراني؟

المخططين الحضريين، المعروفين أحيانًا باسم مخططي المدن، يصممون المدن ويضعون خططًا للتحسينات والنمو في المستقبل.

وتتضمن هذه الخطط الكثير مما تراه عند التنقل في بيئة حضرية: الشوارع والمتنزهات والأماكن العامة والمزيد.

ووفقًا لـ National Geographic، يعود التخطيط الحضري إلى القرن التاسع عشر عندما انتشرت الأمراض في المدن الغير نظيفة والمكتظة.

واستنتج مخططو المدن أن وضع الناس بعيدًا عن المراكز الصناعية والروائح الكريهة والتلوث من شأنه أن يحسن الصحة العامة.

فخلال هذا الوقت دخلت قوانين تقسيم المناطق حيز التنفيذ: فصل المناطق الحضرية إلى مناطق سكنية وتجارية وصناعية.

ويجادل البعض بأنه على الرغم من أنه قد تكون هناك فوائد صحية، فإن إبعاد الناس عن وظائفهم زاد من الاعتماد على السيارات: زيادة حركة المرور وتلوث الهواء.

وعلى هذا النحو، يجب أن يأخذ التخطيط الحديث للمدينة في الاعتبار أشياء مثل ممرات الدراجات، والمشي، وتدفق حركة المرور.

بينما كان مخططو المدن الأوائل مهتمين بشكل عام بالنمو السكاني السريع والزحف العمراني، يواجه المخططون الحضريون الحديثون مشكلة معاكسة.

معظم المدن لا تنمو، وفي الواقع يواجه الكثيرون خسارة في عدد السكان.

كما أشار تعداد الولايات المتحدة لعام 2010 إلى أن النمو السكاني قد تباطأ في 14 من أصل 15 مركزًا حضريًا أكبر.

لذلك، يجب على المخططين الحضريين أيضًا التخطيط لما يجب فعله بالأرض الشاغرة التي تم إنشاؤها عندما يبتعد الناس أو الشركات.

ويبذل المخططون الحضريون قصارى جهدهم للتخطيط لمستقبل لا يمكن التنبؤ به.

ولحسن الحظ بالنسبة لمخططي المدن اليوم، تقدمت التكنولوجيا بطريقة يمكن أن تساعد.

فقد أصبحت أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) أداة لا تقدر بثمن للمخططين الحضريين، حيث توفر الدعم لإنشاء قواعد البيانات والتحليل المكاني والنمذجة والتصور.

فوائد نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط العمراني

أصبحت نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط الحضري مفيدة بشكل متزايد بمرور الوقت.

في البداية، أدت التكاليف المرتفعة للتركيب والتشغيل إلى إعاقة اعتماد نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط الحضري.

ومع ذلك، نظرًا لأن أجهزة GIS أصبحت أقل تكلفة وأصبحت برامج GIS أكثر سهولة في الاستخدام – وزاد الاعتماد عليها.

كما أن هناك العديد من الفوائد لاستخدام نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط الحضري، ولكن سنقدم فيما يلي أهم خمسة فوائد.

1.      تحسين رسم الخرائط

من خلال مستودع واحد للبيانات والخرائط الحالية والتاريخية، يمكن لنظام المعلومات الجغرافية تحسين عملة الخريطة (سواء كانت الخريطة محدثة أم لا)، وزيادة فعالية رسم الخرائط المواضيعية، وخفض النفقات لتخزين البيانات

2.      زيادة الوصول إلى المعلومات

يسهل نظام المعلومات الجغرافية لسطح المكتب تخزين البيانات وإدارتها والوصول إليها من مجموعة متنوعة من المصادر.

يقدم Cloud GIS نفس الميزة، مع تمكين الوصول من أي جهاز.

3.      تحسين الاتصال

من خلال نظام موحد لتخزين البيانات وإدارتها، يمكن للأطراف الداخلية الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها على الفور،

بدلاً من غربلة المستندات أو محركات الأقراص الثابتة أو محاولة تعقب البيانات عبر الأقسام.

4.      زيادة جودة وكفاءة الخدمات العامة

‍ يمكن استخدام نظم المعلومات الجغرافية، ما يفتح تدفق المعلومات بين المؤسسات الحكومية والجمهور.

ويمكن للمسؤولين الحكوميين مشاركة المعلومات بسرعة، بينما يتمتع أفراد الجمهور بإمكانية الوصول الذاتي إلى المعلومات التي يحتاجون إليها.

5.      زيادة الدعم لاتخاذ القرارات

من خلال الوصول السريع إلى نطاق أوسع من المعلومات الجغرافية المهمة، يمكن للمخططين إنشاء استراتيجيات مدروسة بشكل أكثر فعالية.

وأكثر من ذلك، يمكنهم استكشاف مجموعة واسعة من سيناريوهات “ماذا لو“ – ما يؤدي بشكل مثالي إلى استراتيجيات أقوى وأكثر فعالية على المدى الطويل.

كيف تحقق نظم المعلومات الجغرافية هذه الفوائد؟

أدوات نظم المعلومات الجغرافية للتخطيط العمراني

تتمتع منصات نظم المعلومات الجغرافية بمجموعة متنوعة من القدرات التي يمكن تطبيقها على التخطيط الحضري.

وتعد إدارة قواعد البيانات، والتصور، والتحليل المكاني، والنمذجة المكانية من بين الأكثر استخدامًا.

هيا نلقي نظرة سريعة على كل منها.

إدارة قاعدة البيانات

إدارة قواعد البيانات هي عملية إنشاء واستيراد وصيانة واستخدام جميع البيانات التي تنتقل داخل وخارج منصة نظم المعلومات الجغرافية.

وبالنسبة للتخطيط الحضري، يتضمن ذلك تخزين البيانات البيئية والبيانات الاجتماعية والاقتصادية وخرائط وخطط استخدام الأراضي وتطبيقات التخطيط.

كما يمكنك أن تتخيل، تنتج المدن كميات هائلة من البيانات بتنسيقات مختلفة.

ويوفر GIS قاعدة بيانات واحدة حيث يمكن تخزين كل تلك البيانات وتنظيمها بسهولة.

فبمجرد إضافة البيانات إلى قاعدة البيانات، يمكن للمخططين الحضريين استخدام الاستعلامات المكانية للوصول بسرعة إلى المعلومات.

التصور

في سياق التخطيط الحضري، غالبًا ما يشير التصور إلى الخرائط.

يوفر Desktop GIS أدوات تصوير خرائط قوية، ما يمكّن المخططين من إنشاء خرائط (أحيانًا حتى في صورة ثلاثية الأبعاد).

ويمكن استخدام البيانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمساعدة في إنشاء هذه الخرائط، أو إضافتها بعد وقوعها كمصدر ثانوي للبيانات.

بينما تسهل الخرائط الرقمية على المخططين الحضريين اتخاذ القرارات واستكشاف الحلول.

فعلى سبيل المثال، تحديد موقع مثالي لحديقة جديدة أو مساحة عامة.

التحليل المكاني والنمذجة

يتيح نظام المعلومات الجغرافية في التخطيط الحضري التحليل المكاني والنمذجة، والتي يمكن أن تسهم في مجموعة متنوعة من مهام التخطيط الحضري الهامة.

تشمل هذه المهام اختيار الموقع، وتحليل ملاءمة الأرض، ونمذجة استخدام الأراضي والنقل، وتحديد مجالات عمل التخطيط، وتقييمات الأثر.

تساعد وظائف نظم المعلومات الجغرافية مثل الاستيفاء والتخزين المؤقت وتراكب الخريطة وقياس الاتصال المخططين الحضريين على تحقيق هذه المهام.

جمع البيانات الميدانية

لسنوات عديدة، ربط الأشخاص نظم المعلومات الجغرافية ببرامج ضخمة مثبتة محليًا على أجهزة كمبيوتر سطح المكتب أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة في المكتب الخلفي.

مع ظهور Mobile GIS، يمكن للمخططين الحضريين إجراء البحوث في هذا المجال، وعرض الخرائط الديناميكية على هواتفهم، والتقاط المعلومات الأساسية،

واستيراد البيانات الميدانية مرة أخرى إلى نظام المعلومات الجغرافية المكتبي .

للاطلاع على المزيد من الأخبار المعمارية

الاستعانة بصخرة نيزك عملاقة بلون سيينا في سقف متجر رئيسي بكوالالمبور