مقدمة
يعد مشروع NEOM’s The Line مشروعًا طموحًا يهدف إلى إعادة تعريف الحياة الحضرية من خلال إنشاء مدينة خطية بطول 170 كيلومترًا. يعد هذا المسعى المستقبلي بصفر سيارات، وصفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية، مع التركيز على الاستدامة والتكنولوجيا المتقدمة. وفي الآونة الأخيرة، سلط مقطع فيديو على موقع يوتيوب الضوء على التحديات المالية والفنية المحتملة، وقارن ذلك بمشروع برج جدة المتوقف. ومع ذلك، يشير المطلعون على الصناعة وخبراء الهندسة المعمارية إلى أن مثل هذه المقارنات قد تكون مضللة بسبب الطبيعة والرؤية المتميزة لـ The Line.
التحديات المالية والفنية
التحديات المالية
يواجه The Line، الذي تبلغ ميزانيته التقديرية مئات المليارات من الدولارات، تدقيقًا ماليًا كبيرًا. ويتطلب الحجم الهائل للمشروع استثمارات أولية ضخمة، مما يجعله عرضة للتقلبات الاقتصادية العالمية. تشمل النقاط الرئيسية ما يلي:
- تقديرات الميزانية: قد تتطلب المراحل الأولية وحدها ما يزيد عن 100 مليار دولار، نظرًا للبنية التحتية المتقدمة وتكامل التكنولوجيا.
- مصادر التمويل: يحظى المشروع بدعم أساسي من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ويسعى أيضًا إلى جذب مستثمرين وشراكات دولية.
- الجدوى الاقتصادية: يشكك النقاد في الجدوى الاقتصادية على المدى الطويل، مع الأخذ في الاعتبار اعتماد المشروع على التكنولوجيا المستقبلية ونماذج الحياة الحضرية الجديدة.
التحديات التقنية
إن التعقيدات التقنية التي يتسم بها The Line هائلة، بدءًا من أساليب البناء وحتى دمج التقنيات المتطورة. تشمل التحديات الرئيسية ما يلي:
- طرق البناء: يمثل بناء مدينة بشكل خطي عبر تضاريس متنوعة تحديات هندسية غير مسبوقة.
- أهداف الاستدامة: يتطلب تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية حلولاً مبتكرة في إنتاج الطاقة وإدارة النفايات والنقل.
- التكامل التكنولوجي: تهدف المدينة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لإنشاء تجربة معيشية سلسة تتطلب أنظمة قوية وآمنة من الفشل.
مقارنات مع برج جدة
السياق التاريخي
واجه برج جدة، الذي كان من المقرر أن يصبح أطول مبنى في العالم، العديد من النكسات منذ بدء البناء في عام 2013. ومع ذلك، فإن مقارنته مع The Line تتطلب فهمًا دقيقًا:
- تأخيرات المشروع: ترجع تأخيرات برج جدة إلى تغييرات الملكية وقضايا الفساد التي تم تناولها خلال حملة مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية.
- نطاق المشروع: على عكس The Line، كان نطاق برج جدة يقتصر على بناء ناطحة سحاب واحدة، وإن كانت ضخمة.
مقارنات مضللة
يرى خبراء الهندسة المعمارية أن مقارنة The Line مع برج جدة تتجاهل الاختلافات الأساسية في الرؤية والتنفيذ:
- التطوير الشامل مقابل التركيز المفرد: مشروع ذا لاين هو مشروع حضري شامل يهدف إلى إحداث ثورة في الحياة الحضرية، بينما يركز برج جدة على الهندسة المعمارية العمودية.
- الحوكمة والرقابة: يستفيد The Line من الدروس المستفادة وأطر الحوكمة المعززة بعد حملة مكافحة الفساد.
وجهات نظر من الداخل
اكتمال المرحلة الأولى
وبحسب مهندس معماري مشارك في نيوم، فإن المرحلة الأولى، التي تغطي 2.4 كيلومتر، تتقدم كما هو مخطط لها. تشمل الأفكار الرئيسية ما يلي:
- السرية التعاقدية: تمنع اتفاقيات عدم الإفصاح الصارمة الإفصاحات العامة التفصيلية، ولكن تشير التقارير إلى أن المعالم الداخلية للمشروع تسير على الطريق الصحيح.
- الإنجازات التكنولوجية: يتم استخدام تقنيات البناء المتقدمة والممارسات المستدامة، مما يضع معايير جديدة للمراحل المستقبلية.
الرؤية والطموح
إن الخط ليس مجرد مسعى معماري ولكنه مظهر من مظاهر رؤية المملكة العربية السعودية 2030:
- الاستدامة والابتكار: تهدف شركة The Line إلى أن تصبح رائدة عالميًا في مجال التنمية الحضرية المستدامة، وتركز على التقنيات الخضراء والتخطيط الحضري المبتكر.
- التنويع الاقتصادي: من خلال جذب المواهب والاستثمارات العالمية، تساهم The Line في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي الأوسع في المملكة العربية السعودية.
خاتمة
في حين أن التحديات المالية والتقنية تلوح في الأفق أمام مشروع “ذا لاين” في نيوم، إلا أنه يظل مشروعًا رائدًا يتمتع بالقدرة على إعادة تعريف الحياة الحضرية. قد تكون المقارنات مع المشاريع المتوقفة مثل برج جدة أمرًا لا مفر منه، ولكنها لا أساس لها من الصحة إلى حد كبير نظرًا لاختلاف النطاقات والسياقات. وسيتوقف نجاح “ذا لاين” على قدرتها على التغلب على هذه التحديات، والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة والممارسات المستدامة لإنشاء مدينة المستقبل.