التجديد الحضري في اليونان: خطة إلينيكون وما بعدها

Home » الأخبار » التجديد الحضري في اليونان: خطة إلينيكون وما بعدها

تشكل البيئة المبنية
في اليونان بتراكب طبقات معمارية. تتقاطع فيها الهياكل التاريخية مع التدخلات الحديثة والأنظمة الحضرية المتطورة. تستمر المعالم الكلاسيكية في تحديد الطابع المكاني للمدن هذا التراث يمثل الأساس لجهود التجديد الحضري أثينا الحالية. توفر هذه الاستمرارية بين الماضي والحاضر الأساس للمقاربات التصميمية. تسعى هذه المقاربات للموازنة بين التراث والاعتبارات البيئية. كما تلبي احتياجات التحول الحضري المعاصر.

برج سكني شاهق يرتفع من واجهة بحرية هادئة يطل على الجبال البعيدة.
تصميم المبنى يوازن بين الارتفاع والبيئة، حيث تندمج تراساته الخضراء مع زرقة السماء ومسارات المياه.

مساحة تستعيد طبيعتها: من مطار إلى واجهة بحرية

يشكل مشروع إلينيكون نموذجًا رائدًا في مسيرة التجديد الحضري أثينا. ينهض هذا المشروع على مساحة 6.2 مليون م2. كانت هذه الأرض سابقًا موقعًا لمطار دولي. الهدف هو إعادة تشكيل قلب أثينا الساحلي. يصبح الموقع امتدادًا حضريًا متكاملًا. يتجسد في المخطط رؤية عمرانية تتجاوز البناء التقليدي. تركز الرؤية على التكيف المناخي الفعال. كما تدعم الترابط المجتمعي. هذا التحول في استخدام الأراضي العامة يعيد توجيه أولويات التخطيط. إنه يسلط الضوء على أهمية دمج الفضاء المفتوح مع النسيج الحضري الجديد.

برج سكني قيد الإنشاء يظهر تفاصيل هيكله الخرساني في مواجهة البحر والجبال.
عملية البناء تُبرز الهيكل القوي للمبنى الذي صمم ليقاوم الظروف الساحلية، مع تركيز الضوء على المواد الإنشائية.

التجوال بين الحدائق وشاطئ أثينا العام

يبدأ الشعور بالتحول من المنتزه الحضري. يمتد المنتزه على مساحة 2 مليون م2. هو بذلك أكبر حديقة ساحلية في أوروبا. تم تصميم المسارات لتشجع على الحركة المستدامة. يمكن للمشاة وراكبي الدراجات التنقل بسهولة. تنتقل الحركة بين المناطق السكنية والتجارية. تتلاشى الحدود تدريجيًا بين اليابسة والبحر. يحدث هذا عند الوصول إلى الواجهة الساحلية. شاطئ عام جديد يرحب بالزوار بطول 1 كم. لضمان هذا الترابط دون انقطاع، يمر طريق السيارات الرئيسي تحت الأرض عبر نفق لجعل حركة المرور غير مرئية. تسمح هذه التصميمات للساكن والزائر بتجربة الحياة وفق مبدأ مدينة الـ 15 دقيقة. تتوفر معظم الاحتياجات ضمن مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام.

الواجهة الساحلية المفتوحة والشاطئ الرملي العام يمتدان نحو الأفق والمرفأ.
تم تصميم الشاطئ لتعزيز تجربة الزوار، ودمج المناطق الترفيهية مع المباني المنخفضة وانسجام حركة المياه.

العمارة المدعومة بالتقنية والاستدامة

تعتمد المجمعات السكنية والمباني المكتبية الجديدة على التكنولوجيا. هي بمثابة ركيزة أساسية لتجربة معيشية متقدمة. يهدف التطوير إلى بناء ما يقارب 9,000 وحدة سكنية. يتم دمج التقنيات الذكية والبنية التحتية الرقمية في صميم كل تفصيل. وضع المطورون أهدافًا صارمة. الهدف هو تحقيق الحياد الكربوني في الطاقة وإدارة النفايات.

المواد والتقنيات الأساسية للبناء المستدام:

  1. استخدام خرسانة منخفضة الكربون في 90% من هياكل البناء الإنشائية.
  2. اعتماد نظام ري ذكي. يستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة والمُعاد استخدامها للحديقة.
  3. زراعة أكثر من 3 ملايين نبتة محلية و31,000 شجرة لتعزيز التنوع البيولوجي المحلي.
  4. توفير شبكة اتصال 5G متكاملة. هي تدعم جميع تطبيقات المدن الذكية وإدارة النفايات والنقل.
  5. تطبيق أنظمة المباني الذكية. هذه الأنظمة تخفض استهلاك الطاقة بنسبة تزيد عن 35% بالمقارنة مع المباني التقليدية.
رؤية علوية شاملة للمخطط الحضري الواسع الممتد من المدينة إلى الساحل.
يظهر التدرج الواضح في الحركة العمرانية من الكثافة الحضرية التقليدية إلى المساحات الخضراء المفتوحة المطلة على البحر.

طموح يتجاوز العاصمة نحو رؤية وطنية

لا يقتصر طموح التجديد الحضري في اليونان على هذا المشروع العملاق فحسب. بل يمتد ليشمل مبادرات مماثلة في تيسالونيكي وبيرايوس. تشهد هذه المدن أيضًا تحويلات لمواقعها الصناعية القديمة. تتحول المواقع إلى مراكز حضرية جديدة. هذا يتم عبر نهج إعادة الاستخدام التكيفي. على المستوى الرسمي، يسعى برنامج قسطنطينوس دوكسياديس الحكومي. يهدف البرنامج إلى تحديث التخطيط العمراني الوطني. كما يسعى لرفع نسبة المناطق المغطاة بالخطط الحضرية المعتمدة إلى حوالي 80% من الأراضي الوطنية. يمثل إلينيكون معيارًا دوليًا للتنمية المتكاملة. إنه يؤكد قدرة التجديد الحضري أثينا على الموازنة. هذه الموازنة بين متطلبات الاقتصاد العالمي والمسؤولية البيئية والاجتماعية تحدث في آن واحد.

✦ ArchUp Editorial Insight

يمثل إلينيكون تحولًا بصريًا لـ 6.2 مليون م2 من الأراضي الساحلية، حيث يبرز البرج السكني بارتفاعه كأول نقطة علام شاهقة على البحر في سياق أثينا التقليدي. يتجه التصميم نحو خلق أكبر حديقة ساحلية في أوروبا، لكنه يواجه تحدياً نقدياً في الموازنة بين هذا الوعد العام وطابعه التجاري الخاص والمكثف. تتجسد المقاربة التصميمية في بناء مدينة الـ 15 دقيقة عبر بنية تحتية ذكية ومستدامة، إلا أن الإفراط في التركيز على الوحدات السكنية الفاخرة يثير تساؤلات حول قابلية هذا النموذج للتطبيق الشامل. يظل المشروع نقطة تحول إيجابية في التجديد الحضري أثينا كونه يعيد تعريف استخدام الأراضي العامة الاستراتيجية بمعايير بيئية متقدمة.

Further Reading from ArchUp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *