نيويورك تطلق عصر العمارة الهجينة: افتتاح أول مشروع يدمج السكن والصناعة الخفيفة في تاريخ المدينة

رحلة إلى داخل مبنى يكسر صمت المدينة

تقف الكتلة المعمارية الجديدة في بروكلين. لا تكشف واجهتها الرمادية والبيج عن قصتها كاملة. هذا المبنى استغرق تطويره سنوات طويلة. إنه تجربة رائدة في الدمج الرأسي للصناعة والسكن. يحتضن ورش العمل في أسفله وحياة هادئة في طوابقه العليا.

عند الاقتراب، يتغير الإحساس بالبيئة. يتحول الطوب الخارجي إلى تدرجات دافئة من الأصفر والبرتقالي. هذا يحدد القسم الصناعي بوضوح. نرى سلسلة من المداخل المواجهة للشارع. كل مدخل يخدم ورشة عمل مستقلة. تنفصل هذه المداخل عن النوافذ العالية. تسمح هذه النوافذ بدخول الضوء الوفير دون المساس بالخصوصية. تتراوح أحجام هذه المساحات بين 1,200 و 6,000 قدم مربع. صُممت لاستقبال صناعات نظيفة، مثل ورش الخزائن والأثاث.

صعود نحو فضاء العيش الداعم

للصعود إلى القسم السكني، يبتعد الزائر عن إيقاع الشارع. يدخل إلى مدخل رئيسي مضاء بارتفاع مزدوج. تشعر بانفصال واضح عن الخارج. يقودك تصميم الحركة بعيدًا عن أرضية المصنع. تصعد إلى الطابق الثاني. هنا يفتح المشهد على ردهة واسعة ومكتب استقبال. هذه هي نقطة التفاعل الاجتماعي الرئيسية للمقيمين.

في هذا المستوى، يتشكل الانسجام بين الكتل الخرسانية والزجاج. تطل هذه المساحات العامة على فناء داخلي ضخم مصمم بعناية. يمتد هذا الفناء على مساحة 14,000 قدم مربع. يقع مباشرة فوق الورش الصناعية. يوفر واحة خضراء ضرورية. إنه متنفس مشترك. يفصل تماماً بين صوت الآلات في الأسفل وحياة المقيمين في الأعلى.

عزل الأضداد وتفاصيل الدمج الرأسي للصناعة والسكن

المبنى مؤلف من كتلتين سكنيتين متوازيتين. ترتفعان لتضمان 174 شقة. تنوعت هذه الوحدات. تشمل مساكن للعائلات ودعم سكني للمحاربين القدامى والأفراد محدودي الدخل. هنا تظهر دقة التصميم. تحقيق التعايش الصعب هو مفتاح الاستدامة الحضرية في سياق الدمج الرأسي للصناعة والسكن.

1. اعتمد المشروع على فصل مادي كامل بين الوظائف، حيث تقع كتلتان سكنيتان تضمان 174 وحدة فوق قاعدة صناعية بمساحة 39,000 قدم مرب (3,623 م²). لضمان عزل فعال، استخدم المشروع عازلاً صوتياً واهتزازياً بسمك 30 سم بين الطابق الصناعي والأرضيات السكنية، وتم تركيب أغشية حاجزة للأبخرة (Vapor Barriers) بين جميع المساحات لضمان سلامة المقيمين. يتميز التصميم الوظيفي بتباين واجهات الطوب؛ حيث خُصصت الألوان البرتقالية/الصفراء للقاعدة الصناعية (ورش أثاث وخزائن)، بينما غطت الألوان الفحمية/البيج الكتل السكنية. بيئياً، يضم المشروع فناءً داخلياً بمساحة 14,000 قدم مربع (1,300 م²) فوق المنطقة الصناعية، ويحتوي السطح على مصفوفة شمسية بقدرة 120 كيلوواط توفر 25% من احتياجات الطاقة. من الناحية الاجتماعية، يخصص المشروع 60% من الوحدات السكنية لدعم الفئات محدودة الدخل، مع تأجير المساحات الصناعية بأسعار مخفضة بنسبة 40% أقل من السوق، مما يقلل الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالنقل بنسبة 35%.

المشروع يمثل دليلاً ملموساً. يثبت أن الدمج الرأسي للصناعة والسكن ممكن في المدن الكثيفة. يقدم رؤية مستقبلية لحي. لا يضطر فيه السكان لقطع مسافات طويلة بين المنزل والعمل. هذا يخلق نسيجاً اقتصادياً واجتماعياً أكثر ثراءً.

✦ نظرة تحريرية من ArchUp

يمثل مجمع بريدج روكاواي، بتصميمه علامة فارقة وثائقية كأول مجمع فى نيويورك يدمج السكن المدعوم والصناعة الخفيفة حديثًا، مجسدًا مفهوم المصنع الحضري الهجين على نطاق معماري ملموس. ينجح المشروع في الفصل الوظيفي المادي عبر الحواجز البخارية والعزل الصوتي
بين 174 وحدة سكنية و39,000 قدم مربع من ورش العمل، وهو نقد بناء لجمود الأنظمة التخطيطية السابقة التي عزلت الإنتاج عن الحياة الحضرية
. تتجلى أهميته الأخلاقية في توفير مساحة صناعية ميسورة التكلفة تدار بواسطة جي إم دي سي إلى جانب الإسكان الاجتماعي ، مما يثبت جدوى النموذج الاقتصادي المختلط. الأهمية المستقبلية
لهذا النموذج تكمن في قدرته على إعادة تعريف كثافة واستدامة الأحياء الحضرية في العقد القادم، مما يحول المناطق الصناعية البنية إلى أصول اجتماعية واقتصادية متكاملة.