تُعد مدينة ميلان واحدة من أبرز العواصم العالمية في مجال التصميم، حيث تجذب سنويًا آلاف الزوار من المصممين والممارسين والمهتمين بمستقبل العمارة والديكور الداخلي. يُحتفى بها كل أبريل بالمشاركة بين “الأسبوع العالمي للتصميم” و”معرض سالوني ديل موبيلي”، الحدث الأهم في صناعة الأثاث والديكور.
يقدم هذا المقال نظرة شاملة على أهمية هذه الفعاليات، وأثرها على تطوّر المدينة وقطاع التصميم العالمي، دون التركيز على رحلات أو تفاصيل شخصية، بل من خلال استعراض الموضوعات الرئيسية المرتبطة بهذه المحطة السنوية.

ما هو “سالوني ديل موبيلي” ولماذا يهم؟
“سالوني ديل موبيلي” (Salone del Mobile) هو معرض دولي لأثاث المنزل والديكور الداخلي، ويُقام سنويًا في ميلان منذ عام 1961. يتميز هذا الحدث باستقبال أكثر من 2000 شركة عارضة من مختلف أنحاء العالم، ويستقبل زوارًا من أكثر من 170 دولة.
وبحسب إحصائيات العام الماضي الصادرة عن إدارة المعرض، شارك أكثر من 380 ألف زائر، منهم 65% من المهنيين في قطاع التصميم والبناء والديكور. كما اعتبرته العديد من المؤسسات المتخصصة مثل مجلة “Wallpaper*” نقطة انطلاق رئيسية لتقديم الابتكارات الجديدة في مواد البناء والأثاث والتصاميم الداخلية.
العنصر | البيانات |
---|---|
الموقع | Rho Fiera Milano |
التاريخ | الأسبوع الثاني من أبريل من كل عام |
عدد الزوار (2024) | 380,000 |
نسبة الزوار المحترفين | 65% |
مصدر: Salone del Mobile Official Report 2024
تصميم معماري حديث كجزء من هوية ميلان
خلال أسبوع التصميم، لا يقتصر الحدث على المعرض فقط، بل تمتد فعالياته إلى أرجاء المدينة، حيث تستضيف ميلان ما يعرف بـ “Fuorisalone”. وهي مجموعة من المعارض والعروض التفاعلية التي تنظمها شركات ومدارس ومعارض فنية في شوارع وساحات مختلفة.
هذا النشاط الخارجي يعكس كيف تحولت ميلان إلى مختبر حيّ للتصميم الحديث، مع إدخال حلول معمارية مستدامة، واستخدام جديد للمساحات العامة، وإعادة تأهيل لمناطق تاريخية بأحدث التقنيات. ومن أبرز المشاريع العمرانية التي ظهرت في السنوات الأخيرة:
- إعادة تأهيل منطقة Porta Nuova لإنشاء مساحات خضراء متصلة.
- بناء ناطحات السحاب في CityLife .
- إنشاء مراكز ثقافية مثل MUDEC .

تأثير أسبوع التصميم على الاقتصاد المحلي والعالمي
يُقدّر أن أسبوع التصميم يساهم بشكل مباشر في دعم نحو 2 مليار يورو لاقتصاد Lombardy وحدها، وفقًا لتقرير نشرته غرفة التجارة الإيطالية في 2023. هذا الرقم يشمل الإنفاق على الإقامة، والمواصلات، والمعارض، والاستشارات، والمشتريات طويلة الأمد من الشركات المشاركة.
القطاع | المساهمة التقريبية في الإيرادات |
---|---|
الفنادق وخدمات الإقامة | 400 مليون يورو |
المواصلات والنقل | 150 مليون يورو |
المشتريات التجارية | 1.2 مليار يورو |
الخدمات الثقافية والترفيهية | 250 مليون يورو |
مصدر: Camera di Commercio di Milano 2023

العلاقة بين المعرض والبحث الأكاديمي والمهني
تشارك في الحدث أيضًا جامعات وكليات التصميم من مختلف الدول، وتُخصص أماكن لطلاب التخرج لعرض مشاريعهم. كما أصبحت بعض الجامعات الشريكة في تنظيم جلسات نقاش وورش عمل ضمن البرنامج الموازي للمعرض.
من هنا، لا يصبح المعرض حدثًا تجاريًا فحسب، بل يتحول إلى فرصة لتبادل الخبرات بين الأكاديميين والصناع والمستخدمين النهائيين، مما يعزز عملية الابتكار المستمر.

الأسئلة الشائعة حول سالوني ديل موبيلي
هل يمكن لغير المحترفين زيارة المعرض؟
نعم، لكن أيام 12 و13 أبريل 2025 مفتوحة أمام الجمهور العام، بينما الأيام前三ة مقيدة للمهنيين المعتمدين.
هل يُعتبر المعرض فرصة للاستثمار؟
بالتأكيد، حيث يوفر المعرض فرصًا لعقد شراكات تجارية وبيع منتجات مباشرة أو عبر طلبات مستقبلية.
هل يُنظم برنامج موازٍ خارج المعرض؟
نعم، فـ Fuorisalone يشمل برامج تعليمية وعروضًا فنية بالإضافة إلى معارض جانبية في أنحاء ميلان.
جدول تلخيصي لأهم المعلومات
البند | التفاصيل |
---|---|
اسم الحدث | Salone del Mobile Milan |
المكان | Rho Fiera & مناطق مختلفة في ميلان |
التاريخ | 9 – 13 أبريل 2025 |
الجمهور المستهدف | مهنيون في التصميم، عمارة داخلية، أثاث، وطلاب |
البرامج الموازية | Fuorisalone، مؤتمرات، وحلقات نقاش |
المساهمة الاقتصادية | حوالي 2 مليار يورو سنويًا |
المواقع الموصى بزيارتها | MUDEC، Porta Nuova، CityLife، Fondazione Prada |

رأي ArchUp
يُشكّل “سالوني ديل موبيلي” مناسبة سنوية مهمة لقياس الاتجاهات الجديدة في التصميم، لكنه يحتاج إلى إعادة النظر في بعض النقاط المتعلقة بالاستدامة والتنوع الثقافي. فالتركيز غالبًا يكون على الشركات الكبرى، مما قد يقلل من فرص العارضين الصغار والمبتكرين من البلدان النامية.
كما أن الضغط الكبير على البنية التحتية لمدينة ميلان خلال تلك الفترة يطرح أسئلة حول مدى استعداد المدينة لتنظيم حدث بهذا الحجم دون إحداث فوضى مرورية أو ضغط على الخدمات العامة.
لكن رغم ذلك، يبقى الحدث أحد أهم المنصات العالمية لتجربة وفهم كيفية تطور تصميم المساحات الحضرية والداخلية في القرن الحادي والعشرين.