استوديو Ocean Eye: توازن بين الطبيعة والعمارة

على منحدرات كوستاريكا المورقة، حيث تلتقي غابة استوائية كثيفة بالمحيط الهادي، يظهر منزل “Ocean Eye” (العين المحيطية) من استديو ساكس ليس مجرد مبنى، بل هو بيان فلسفي حول التعايش بين الإنسان والطبيعة. يمثل هذا المشروع الطموح ذروة التصميم الحيوي والعمارة المستدامة، حيث لا يقتصر الأمر على وضع المبنى في الموقع فحسب، بل على نسجه بعناية في نسيج المناظر الطبيعية المحيطة، مما يخلق تجربة سكنية غامرة ومستدامة على مستوى عالمي.

فلسفة التصميم: عين على الطبيعة

يسعى التصميم إلى محاكاة العملية الطبيعية نفسها. بدلاً من هيمنة المبنى على الموقع، تم تصميم “Ocean Eye” ليكون امتدادًا طبيعيًا للتضاريس. الاسم نفسه ليس مجرد استعارة؛ فهو يصف التجربة الحسية للساكن. تم تصميم كل مساحة، من غرفة المعيشة الرئيسية إلى أصغر شرفة، لتأطير منظر محدد ومقصود، مثل عدسة كاميرا تركز على جمال العالم الطبيعي من حولها. هذا التركيز على “المشاهد” المحكومة يحول الإقامة إلى منصة مراقبة فاخرة للحياة البرية والمحيطات على حد سواء.

This modern home unfolds through interwoven terraces that step and layer across multiple levels, framing views of both treetops and ocean horizons, while movable wood walls fold away, creating open living spaces.

تخطيط معماري ديناميكي: المدرجات المتشابكة

قلب تجربة “Ocean Eye” يكمن في تخطيطه المعماري الديناميكي القائم على سلسلة من المدرجات المتشابكة التي “تخطو” برشاقة عبر المنحدر. هذه المدرجات ليست مجرد مساحات خارجية مضافة؛ فهي تشكل الهيكل العظمي للمنزل نفسه، حيث تنتقل بسلاسة بين المساحات الداخلية المغلقة والمناطق الخارجية المفتوحة.

التدرج المكاني: تخلق هذه الطبقات المتعددة إحساسًا عميقًا بالحركة والاتصال. ينتقل الساكن من مساحة حميمة ومغلقة في الجزء الخلفي من المنزل، محمية بكتلة خرسانية قوية، إلى مساحات مفتوحة بالكامل باتجاه البحر، حيث تذوب الحدود المادية فعليًا.
إطارات طبيعية: كل مستوى يؤطر مشهدًا مختلفًا. قد يطل الطابق السفلي على أوراق الشجر الكثيفة وعالم الحياة البرية في المظلة، بينما يقدم الطابق العلوي إطلالات بانورامية لا مثيل لها على أفق المحيط، مما يخلق حوارًا مستمرًا بين العنصرين الطبيعيين المهيمنين على الموقع.

Because of this home’s remote location, much of the furniture and fittings, including sinks, doors, cabinetry, and bathroom fixtures, were handcrafted directly on site.

عناصر تصميمية ذكية: المرونة والاستدامة

لم يكن الجمال هو الهدف الوحيد؛ لقد تم دمج الذكاء المعماري في كل تفصيلة لضمان الراحة والقدرة على التحمل.

الجدران الخشبية المنقولة: تمثل هذه العناصر ثورة في مفهوم الجدار الثابت. فهي تعمل كجلد ديناميكي للمبنى. عندما تكون مفتوحة، تسمح للرياح الاستوائية بالمرور بحرية، وتوفر تهوية طبيعية وتؤكد الانفتاح. عندما تُغلق، فإنها توفر الخصوصية والحماية من العناصر، وتحول المساحة إلى ملاذ آمن ودافئ.
سقف المظلة العائم: يطفو هذا السقف الموسع فوق جميع المدرجات، وهو بمثابة خوذة واقية. فهو يحجب أشعة الشمس الاستوائية القوية مع السماح بالإضاءة الطبيعية غير المباشرة، ويوفر مأوى من الأمطار الغزيرة، مما يسمح باستخدام المساحات الخارجية على مدار السنة، بغض النظر عن الظروف الجوية.
التهوية الطبيعية: درس المصممون أنماط الرياح السائدة بعناية. الفجوات الاستراتيجية بين الطوابق تخلق “تأثير المدخنة”، حيث يسحب الهواء الساخن إلى أعلى ويخرج، مما يسمح لهواء بارد ومتجدد من الغابة بالتدفق عبر المساحات، مما يلغي الحاجة إلى تكييف الهواء الميكانيكي في معظم الأوقات.

A modern wood and concrete kitchen that was built onsite.

الاستدامة: من الفلسفة إلى التطبيق العملي

يتجاوز التزام المشروع بالاستدامة كلمات رئيسية؛ فهو مُضمن في مادته وبنائه.

المواد المحلية: تم استخدام خشب Melina المعتمد، وهو نوع سريع النمو ومصدر محليًا، على نطاق واسع. هذا لا يقلل من البصمة الكربونية للنقل فحسب، بل يدعم أيضًا الاقتصاد المحلي ويضفي دفئًا طبيعيًا وجمالًا على المساحات الداخلية.
الحرفية المحلية والتصنيع في الموقع: نظرًا لبعد الموقع، تحول التحدي اللوجستي إلى فرصة. تم تصنيع غالبية الأثاث والتجهيزات – بما في ذلك الأحواض والخزائن والأبواب وتركيبات الإضاءة – مباشرة في الموقع بواسطة حرفيين محليين. هذا لم يقلل من النفايات والتلوث الناتج عن النقل فحسب، بل أغنى المشروع بلمسة من الحرفية الفريدة والمعرفة التقليدية.
المرونة الهيكلية: تم تثبيت المنزل على منحدر حاد باستخدام هجين ذكي من المواد. تستخدم الكتلة الخلفية الخرسانية للقوة والحماية من الانهيارات الأرضية والفروع المتساقطة، بينما يقلل هيكل الفولاذ الأخف في الأمام من التأثير على الأرض مع الحفاظ على الاستقرار الهيكلي أثناء الزلازل والأمطار الغزيرة، وهو أمر ضروري في المناخ الاستوائي.

A modern house with terraces that overlook the jungle and ocean.

تجربة السكن: حياة منسجمة مع الطبيعة

تترجم الخصائص المعمارية إلى تجربة سكنية لا مثيل لها. غرف النوم الرئيسية في الطوابق العليا تقدم إطلالات خلابة على مظلة الأشجار والمحيط، مع خيار إغلاق الألواح الخشبية للخصوصية أو في الليالي العاصفة. الحمامات، المصممة جزئيًا في الهواء الطلق، تسمح بالاستحمام تحت سماء النجوم مع الحفاظ على الخصوصية الكاملة. المطبخ، المصنوع من الخرسانة والخشب، يبدو وكأنه جزء عضوي من التل.

من خلال نسج هذه العناصر معًا – المدرجات الديناميكية، والحرفية المحلية، والأنظمة المتجددة – لم يخلق Studio Saxe مجرد منزل؛ لقد قدموا نموذجًا للمستقبل، حيث لا تتعارض الهندسة المعمارية الفاخرة مع البيئة، بل celebrateها وتحميها في انسجام تام.

(✦ رؤية تحريرية من ArchUp)

يقدم مشروع “أوشين آي” (العين المحيطية) من استوديو ساكس رؤية مقنعة للهندسة الحيوية، حيث ينسج الموقع السكني في أدغال كوستاريكا بمهارة فائقة لمحو الحدود بين الداخل والخارج. تشكل Terraces المتدرجة والجدران الخشبية المتحركة تجربة معيشية ديناميكية تستجيب للبيئة المحيطة،جمعت بين الفخامة والاتصال العميق مع الطبيعة. ومع ذلك، فإن نقطة تستحق الاستكشاف further هي متطلبات الصيانة طويلة المدى لمثل هذه الآليات الخشبية المعقدة المصممة في الموقع في مناخ بحري رطب، وهو ما قد يشكل تحديًا للاستدامة على مدى العقود. ومع ذلك، يظل المشروع دراسة حالة استثنائية في البناء فائق التمحور حول الخصائص المحلية، حيث يوضح كيف يمكن توظيف الحرف والمواد المحلية للتغلب على التحديات اللوجستية للمواقع النائية وتحقيق تصميم أصيل حقيقي منخفض التأثير.