Aerial view of Egypt’s new parliament building in the New Administrative Capital, featuring a large central dome, symmetrical wings, and a circular colonnaded plaza with fountains.

العمارة البرلمانية تبدأ من مبنى البرلمان بالعاصمة الإدارية

Home » الأخبار » العمارة البرلمانية تبدأ من مبنى البرلمان بالعاصمة الإدارية

تُشكّل العمارة البرلمانية جوهر المجمع البرلماني الجديد في العاصمة الإدارية المصرية. يمتد المبنى على مساحة 26 فدّانًا بإجمالي مساحة بناء تبلغ 109 آلاف متر مربع. ويتضمّن قاعة رئيسية تتسع لألف مقعد أسفل قبة بقطر 55 مترًا، ويحتوي على 720 مكتبًا لنحو 3200 موظف. وفي عام 2021، نال المشروع جائزة إن آر لأفضل مشروع عالمي في فئة المباني الحكومية، مما وضع هذه العمارة البرلمانية ضمن النقاشات العالمية حول المنشآت المؤسسية.

صورة جوية للبرلمان المصري الجديد في العاصمة الإدارية عند الغروب، مضاءً ضد السماء المُشعة، مع ساحات متماثلة ونافورات وممرات محاطة بالنخيل.
يُبرز الإضاءة الاصطناعية الهندسة الرسمية للمبنى والمحاور المتماثلة بينما يغيب الضوء عن المشهد الصحراوي المحيط. (الصورة © وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية)

مفهوم التصميم

يستند المبنى إلى رموز فرعونية مجردة، مثل أشكال زهرة اللوتس وأنماط الأعمدة، دون نسخ حرفي للتاريخ. يتوزّع التخطيط على ثلاثة أجنحة رئيسية، وتضم قاعة اللجنة العامة 42 مقعدًا مع إمكانية توسيعها. وتم تجهيزها بأنظمة ترجمة فورية وواجهات رقمية، وهو ما يعكس معايير معاصرة في التصميم الداخلي للمباني التشريعية.

العمارة البرلمانية و صورة داخلية لقاعة البرلمان المصري الجديد في العاصمة الإدارية، تظهر المقاعد المتدرجة والمنصة المركزية وشعار النسر الذهبي على الجدار الخلفي.
يُبرز التخطيط المتماثل للقاعة والتنظيم المكاني الهرمي سلطة المؤسسة، مع ظهور شاشات رقمية ولوحات عازلة للصوت على الجدران. (الصورة © وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية)

مواد البناء والتنفيذ

يعتمد الهيكل الأساسي على الخرسانة المسلحة والصلب، وهما مادتان شائعتان في المنشآت العامة الكبيرة ضمن منطقة الخليج. وتطلّبت القبة أنظمة صبّ خاصة وحسابات دقيقة للتوزيع الإنشائي. أما الواجهات فتجمع بين الأحجار والزجاج عالي الأداء، بما يتوافق مع المعايير المناخية والهيكلية. هذه الخيارات تتماشى مع الممارسات الإقليمية المسجّلة في أبحاث عن مواد البناء، خصوصًا في المشاريع التي تسعى للتوازن بين الهوية والأداء.

العمارة البرلمانية و منظر أمامي لمبنى البرلمان المصري الجديد في العاصمة الإدارية، يظهر قبته وواجهته الحجرية والساحة المحيطة بالنخيل تحت سماء صافية.
تُبرز الهيكلة الضخمة للمبنى ونسبه الكلاسيكية عبر المناظر الطبيعية والمقاعد المتدرجة في المقدمة، مما يعزز حضوره المدني. (الصورة © وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية)

الاندماج الحضري

يرتبط الموقع مباشرةً بشبكات العاصمة الإدارية المركزية للطاقة والتبريد. ويحتوي على جراج ذكي تحت الأرض بسعة 1500 سيارة. كما تشمل المرافق الملحقة مركزًا طبيًا ومسجدًا ومركز شرطة ووحدة إطفاء، إضافة إلى مساحات خضراء. يعكس هذا النهج استراتيجيات مشابهة في مشاريع حكومية أخرى ضمن سياق مدن وتخطيط عمراني، حيث تلعب المباني المؤسسية دور مرساة خدمية. وثُبّتت هذه النماذج سابقًا في أرشيف المشاريع الخاص بالمنشآت الحكومية الحديثة.

العمارة البرلمانية و منظر واسع لمبنى  البرلمان المصري الجديد في العاصمة الإدارية، محاطًا بمساحات خضراء حديثة وأقواس بيضاء تحت سماء غائمة.
يتم التوسط بين الحضور المدني للمبنى عبر مساحات عامة متدرجة — ممرات مرصوفة ومناطق خضراء وأكواخ نحتية — تُوجّه الحركة نحو المدخل الرئيسي. (الصورة © وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية)

التقييم والسياق

تركّز جائزة إن آر على التنسيق الفني واللوجستي، ولا تتناول فعالية الوصول العام أو الوضوح الرمزي. كمشروع حكومي، يبقى تأثيره على الحياة المدنية موضع مراقبة مستقبلية. ويُعدّ استخدام الرموز التاريخية ضمن هذا السياق جزءًا من نقاشات أوسع حول الهوية الوطنية في التصاميم المعمارية.

هل يخدم الحجم التذكاري لمبنى البرلمان الغرض الديمقراطي؟ أم أنه يعزز المسافة بين المؤسسة والمواطن؟

سيحدد الأداء التشغيلي مدى تحقيق الطموح المكاني على أرض الواقع. وفي الوقت الراهن، يُعدّ المشروع مثالًا على التصاميم المعمارية المعاصرة في عاصمة سريعة التوسّع.

لقطة معمارية سريعة: مجمع برلماني مساحته 109 آلاف متر مربع في العاصمة الإدارية المصرية يستخدم رموزًا فرعونية مجردة ضمن هيكل عصري تتويه قبة بقطر 55 مترًا.

✦ ArchUp Editorial Insight


يستخدم مبنى البرلمان في العاصمة الإدارية رموزًا فرعونية داخل غلاف تقني، مكررًا سردية الدولة التي تربط الضخامة بالشرعية. ويعكس حجمه واكتفاؤه الخدمي منطق تخطيط مركزي شائع في المنشآت المؤسسية بالخليج. لكن لغته الشكلية تستند إلى كليشيهات تراثية دون مساءلة جدواها اليوم. وعلى الرغم من كفاءة الأنظمة الذكية والتوزيع الوظيفي، فإن التصميم يتهرب من تساؤلات جوهرية حول الانفتاح المدني أو الوضوح الرمزي. وتُحسب له دقة الهيكل واختيار المواد. غير أن استمرار تأثيره لما بعد الوظيفة الاحتفالية يظل مجهولاً.

Further Reading from ArchUp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليق واحد

  1. ArchUp: التحليل التقني لمبنى البرلمان الجديد في العاصمة الإدارية المصرية

    يقدم هذا المقال تحليلاً تقنياً لمبنى البرلمان المصري الجديد كدراسة حالة في العمارة المؤسسية الضخمة المستوحاة من التراث والمتكيفة مع المعايير التشغيلية الحديثة. ولتعزيز القيمة الأرشيفية، نود تقديم البيانات التقنية والتصميمية الرئيسية التالية:

    يمتد المجمع البرلماني على مساحة إجمالية تبلغ 26 فداناً (حوالي 105,000 متر مربع)، بإجمالي مساحة بناء 109,000 متر مربع. يتميز المبنى بـ قبة مركزية بقطر 55 متراً، تعلو القاعة الرئيسية التي تتسع لـ 1,000 مقعد. يشمل التصميم 720 مكتباً مخصصاً لحوالي 3,200 موظف، وقاعة للجنة العامة تتسع لـ 42 عضواً مع إمكانية توسيعها، ومجهزة بأنظمة ترجمة فورية وشاشات رقمية.

    يعتمد الهيكل الإنشائي على الخرسانة المسلحة والفولاذ، مع أنظمة صب خاصة للقبة لضمان التوزيع الأمثل للأحمال. تستخدم الواجهات مزيجاً من الحجر المحلي والزجاج عالي الأداء، المصمم للتحكم المناخي في البيئة الصحراوية. يتضمن المبنى جراجاً ذكياً تحت الأرض بسعة 1,500 سيارة، ومرافق ملحقة تشمل مركزاً طبياً، مسجداً، مركز شرطة، ومحطة إطفاء، مما يجعله مجمعاً خدماتياً متكاملاً.

    من حيث الأداء الوظيفي والاندماج الحضري، يرتبط المبنى بشبكات الطاقة المركزية والتبريد في العاصمة الإدارية. يعكس التصميم استلهاماً مجرداً للرموز الفرعونية (مثل زهرة اللوتس وأشكال الأعمدة) دون نسخ حرفي، في محاولة لربط الهوية التاريخية بالوظيفة المعاصرة. فاز المشروع بجائزة إن آر (ENR) لأفضل مشروع عالمي في فئة المباني الحكومية عام 2021، مما يضعه في سياق النقاش العالمي حول عمارة المؤسسات الديمقراطية. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الحضور المهيب للعمارة وخلق شعور بالانفتاح والوصول للمواطن.

    رابط ذو صلة: يرجى مراجعة هذا المقال لمناقشة أوسع حول دور العمارة في تشكيل الهوية الوطنية والمؤسسية: عمارة الحضارات: تتبع الجدول الزمني المبني للشرق الأوسط
    https://archup.net/ar/العمارة-الأندلسية-جذورها-وتأثيرها/