مسجد نخلة جبل علي : إعادة تأويل معاصرة للشكل الإسلامي

تم الكشف عن تصميم مسجد نخلة جبل علي ، الذي يطرح نهجاً معاصرًا للعمارة الدينية في دبي. ويُدمج التصميم بين الوضوح الهندسي والاستجابة المناخية. صُممَ بمشاركة مكتب معماري عالمي وأنشئته جهة تطوير عقاري محلية، ويستوعب المسجد 1000 مصلٍّ. ويقع على العمود المركزي للجزيرة، حيث يعيد تأويل التراث الإسلامي عبر تصميم حديث، وينسجم مع الخطة الحضرية لدبي 2040.

المفهوم التصميمي

يحيد التصميم عن النسخ الحرفي للتقاليد، ويعتمد على هندسة إسلامية مجردة. أبرز عناصره هي مظلة مستوحاة من النسيج تمتد من السقف إلى الفناء، مستوحاة من هياكل الظل التقليدية في البيئة الإماراتية وحركة الرياح الساحلية. تخلق هذه المظلة اتصالاً بصريًّا بين الداخل والخارج، وتُرشد الحركة عبر تسلسلات مكانية متعددة. يعمل المئذنة البالغ ارتفاعها 40 متراً كعلامة رأسية ومرجع بصري. يندرج هذا المشروع ضمن اتجاهات أوسع في تصاميم معمارية توازن بين الطقس والطقوس، ويُدرَج ضمن المشاريع الموثّقة على منصة العمارة العالمية.

مواد البناء والهندسة الإنشائية

يستخدم المشروع تشكيلة محدودة من مواد البناء مختارة لأداءها الوظيفي. تشمل الواجهة حجارة فاتحة، وخرسانة سابقة الصب، وشاشات ألومنيوم مثقوبة مستوحاة من المشربيات. تعتمد المظلة على أغشية من الألياف الزجاجية المغطاة ، مدعومة بإطار فولاذي مخفي. تم اختيار هذه المواد لمقاومتها للرطوبة والتآكل، وهي أولوية في البيئات الساحلية. الهيكل الأساسي من الخرسانة المسلحة، وهو نهج شائع في مباني وهياكل المواقع المعقدة. وتعتمد تقنيات إنشاء وبناء على التصنيع المعياري لتقليل العمالة في الموقع.

الاستدامة

يركّز الأداء البيئي على الحلول السلبية، وليس الأنظمة التقنية المعقدة. توفر المظلة ظلًا شمسيًّا بنسبة تصل إلى 70% على الواجهات الجنوبية والغربية. تحسّن التهوية الطبيعية دخول نسمات البحر إلى مناطق الوضوء وقاعة الصلاة. تُستخدم مياه الوضوء المعاد تدويرها في ري مساحات خضراء محلية. تعكس هذه الإجراءات أولويات الإقليم في مجال استدامة، رغم غياب شهادات مثل LEED.

الأثر الحضري

يقع المسجد ضمن مشروع نخلة جبل علي الممتد على 13.4 كيلومترًا عبر سبع جزر. يعمل المسجد كمرفق ديني وعلامة مدنية. تساعد المئذنة في توجيه الحركة عبر التخطيط الشعاعي للجزيرة. وبدمج المسجد ضمن الحياة اليومية بدلًا من عزله، يطرح المشروع نموذجًا لدور المرافق الدينية في المجتمعات المخططة. يرتبط هذا النموذج بمناقشات أوسع حول مدن وتخطيط عمراني ودور الفضاءات العامة في البيئات الخاصة.

ينجح مسجد نخلة جبل علي الجمعة في الجمع بين التجريد المعماري والمنطق البيئي. لكن فعاليته النهائية ستُحدّد حسب كيفية استخدامه: هل سيصبح فضاءً اجتماعيًّا حيًّا، أم يظل رمزاً جماليًّا؟

لقطة معمارية سريعة: مسجد في دبي يستوعب 1000 مصلٍّ، يتميز بمظلة مشدودة ومئذنة بارتفاع 40 متراً واستراتيجيات مناخية سلبية، صمّمته سكيدمور، أوينغز وريل لصالح نخيل على او جزيرة نخلة جبل علي.

ArchUp Editorial Insight

يقدم مقال مسجد نخلة جبل علي وصفًا تقنيًّا دقيقًا لمشروع يجمع بين التجريد الهندسي والاستجابة المناخية، معتمدًا على لغة معمارية محايدة ومرجعيات واضحة. غير أن التركيز على الجماليات التصويرية مثل المظلة النسيجية يخفي غياب نقاش حول كيفية تكيّف التصميم مع طقس الصلاة اليومي أو تفاعل الجماعة مع الفراغ. يُحسب للمشروع تجنّبه النسخ التاريخي المباشر، وهو موقف نادر في العمارة الدينية المعاصرة. مع ذلك، تبقى الأسئلة حول متانته الزمنية هل سيُنظر إليه بعد عقد باعتباره محاولة حوارية جادة، أم نموذجًا تسويقيًّا بلغة معمارية؟