إكتمال بناء منصة بوجيانغ، المندمجة بسلاسة في المناظر الطبيعية لتلال تشنغدو.
تُقدّم منصة بوجيانغ نموذجًا جديدًا لـ منصة العمارة في التلال الجنوبية لمدينة تشنغدو، حيث يوازن هيكل خشبي مقوس مغطى بالأرض بين الاندماج في الطبيعة والبروز البصري. صمّمت بتكليف من مكتب تخطيط وموارد مقاطعة بوجيانغ، لتؤدي دورًا مزدوجًا كمساحة للفعاليات ومنصة مشاهدة. ويستعيد المشروع هيئة التل الأصلي الذي تم تسطيحه سابقًا، مُشكّلًا كمكان عام هادئ يُظهر إمكانات البناء بالخشب في الصين. وبذلك تشكّل تجربةً توثيقيةً أكثر من كونها مجرد جذب سياحي.
مفهوم التصميم
يأخذ الجناح شكلاً تلسكوبيًا يوجه الزوّار نحو واجهة زجاجية بارتفاع 10 أمتار وشرفة بارزة. يتبع الجزء الداخلي ميل التل، حيث ينحدر الأرضية ليشكّل مقاعد طبيعية مثالية للعرض أو التأمل. ويربط سلم جديد بين الممرات القائمة ليشكّل حلقة متكاملة، يعلوها منصة ثانوية دائرية تمنحك رؤية بزاوية 360 درجة. تُعتبر هذه الاستراتيجيات الفراغية جزءًا من تطوّر تصاميم معمارية معاصِرة تدمج الوظيفة بالسياق الطبيعي.
مواد البناء والهندسة
اعتمد الهيكل الأساسي على الخشب، متحدّيًا التردّد التنظيمي والصناعي السائد في الصين تجاه هذا المادة رغم فوائدها في خفض الانبعاثات الكربونية. ويغطّي طبقة من التربة بعمق 10 سنتيمترات السطح الخارجي، مزروعة بنباتات محلية. وتقتصر النوافذ على واجهة شمالية واحدة لتقليل اكتساب الحرارة. تُعتبر هذه الخيارات انعكاسًا لنقاشات أوسع حول مواد البناء وتوجهات إنشاء وبناء منخفضة الأثر.
الاستدامة
يعتمد مشروع منصة بوجيانغ على حلول سلبية لتقليل استهلاك الطاقة. توفر طبقة التربة عزلًا حراريًا وكتلة حرارية، بينما يسمح السقف المتدرّج بالتهوية الطبيعية. ويوفر مضخة حرارية جيوحرارية جزءًا من احتياجات الطاقة، ويُجمَع مياه الأمطار من القنوات الحالية للري. تتماشى هذه الأساليب مع مبادئ استدامة تُطبّق في مشاريع مدنية حديثة.
الأثر الحضري والمدني
تستقطب منصة بوجيانغ السكان المحليين والسياح على حد سواء، وتستضيف فعاليات رسمية واجتماعية. في الليل، يصبح الضوء المنبثق من نافذتها دليلاً مرئيًا من السهول السفلى، ما يعزز حضورها كرمز بصري. لكن فعاليتها طويلة المدى تعتمد على سهولة الوصول والبرامج التشغيلية، لا على الشكل وحده. يعكس هذا الجدل أوسع النقاشات حول الفضاء العام في مدن وتخطيط عمراني.
هل يتطلب دمج العمارة في الطبيعة الاختفاء التام، أم يجب أن تكون مرئيةً استراتيجيًا؟
لقطة معمارية سريعة: جناح خشبي بواجهة زجاجية بارتفاع 10 أمتار، مغطى بسقف أخضر، ومزوّد بنظام جيوحراري، مبني على تل مُعاد تشكيله جنوب تشنغدو، الصين.
ArchUp Editorial Insight
تسعى منصة بوجيانغ إلى التوفيق بين البهاء والتواضع، حيث تُغطّي قوسًا خشبيًا بالأرض لاستحضار تلٍّ مفقود جنوبي تشنغدو. وهي تروّج للخشب في سياق صناعي يهيمن عليه الخرسانة، لكن توهجها الليلي كمنارة ينقض ادعاءها بالاندماج. وتستند إلى مقومات استدامة كنظام جيوحراري وأسطح خضراء وتهوية سلبية، لكنها تبدو كرد فعل تنظيمي أكثر من كونها موقفًا مبدئيًا. ومع ذلك، فإن فضاءها الداخلي المنحدر يقدم صدقًا فضائيًا نادرًا. ومصيرها التاريخي رهنٌ بما ستحفظه التلال: هل تتذكر التلّ الذي مُحي، أم ذلك الذي بُنِي مكانه.
ArchUp: التحليل التقني لمنصة بوجيانغ في تشنغدو
يقدم هذا المقال تحليلاً تقنياً لمنصة بوجيانغ كدراسة حالة في العمارة الخشبية الحديثة المندمجة مع التضاريس الطبيعية. ولتعزيز القيمة الأرشيفية، نود تقديم البيانات التقنية والتصميمية الرئيسية التالية:
يعتمد النظام الإنشائي على هيكل خشبي رئيسي مقوس، مدعوم بجدران حجرية محلية. يُغطى الهيكل بطبقة من التربة المحلية بعمق 10 سم، مزروعة بنباتات أصيلة، لاستعادة شكل التل الأصلي الذي تم تسويته سابقاً. يبلغ ارتفاع الواجهة الزجاجية الشمالية 10 أمتار، وتوفر إطلالة بانورامية مع تقليل اكتساب الحرارة الشمسية المباشرة.
يتميز النظام البيئي باستراتيجيات تبريد وتهوية سلبية. يوفر السقف الترابي عزلًا حراريًا عاليًا، بينما يسمح التصميم المتدرج للهواء البارد بالدخول والتصاعد الطبيعي للهواء الساخن. تُكمل هذه الحلول مضخة حرارية جوفية لتأمين جزء من احتياجات الطاقة، ويُعاد استخدام مياه الأمطار المجمعة من الموقع لأغراض الري.
من حيث الأداء الوظيفي، يحقق المشروع تكاملاً مكانياً فريداً. يشكل المنحدر الداخلي للقاعة مقاعد طبيعية للجلوس والمشاهدة، مما يلغي الحاجة إلى عناصر جالسة منفصلة ويزيد من مرونة الفضاء. تربط سلسلة من الممرات الخشبية والمشاهد بين المستويات المختلفة، وتخلق مساراً دائرياً يربط البناء بالطبيعة المحيطة.
رابط ذو صلة: يرجى مراجعة هذا المقال لمقارنة نماذج أخرى للعمارة الخشبية المعاصرة والمستدامة: كوساتسو للتصنيع: إعادة تعريف العلاقة بين الإنتاج الصناعي والبيئة الطبيعية
https://archup.net/ar/البناء-باستخدام-المواد-الحية-والتصني/