في الظروف الطارئة، تُصبح الرؤية الواضحة عاملاً حاسماً للنجاة. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر (ضعف البصر عن بعد)، قد يُشكّل غياب النظارات الطبية عائقاً خطيراً أمام اتخاذ قرارات سريعة أو الهروب من الخطر. من هنا، يقدم مشروع “Three Days to See” حلاً مبتكراً: نظارات طوارئ قابلة للتعديل الفوري، مصممة لتوفير تصحيح بصري فوري في المواقف الحرجة.
قصر النظر: تحدّي في حالات الكوارث
قصر النظر هو حالة تُسبِّب عدم وضوح الرؤية عن بُعد بسبب تركيز الضوء أمام شبكية العين بدلاً من عليها مباشرة. يعاني منه ملايين الأشخاص عالميًا، ويواجهون خطرًا مضاعفًا أثناء الكوارث مثل الزلازل أو الحرائق، حيث تُصبح المهام البسيطة كقراءة اللوحات الإرشادية أو تمييز مخارج الطوارئ مستحيلة دون نظارات.
وفقًا لدراسات، فإن 35% من ضحايا الكوارث الطبيعية الذين يعانون من قصر النظر ينسون نظاراتهم أثناء الإخلاء الطارئ، بينما 60% منهم يعانون من صعوبة في الرؤية بسبب إتلاف النظارات أو فقدانها.
تصميم الثورة: عدسات سائلة قابلة للتعديل
تعتمد النظارات على تقنية مبتكرة تتيح تعديل القوة البصرية (diopter) دون الحاجة إلى عدسات طبية تقليدية:
- عدسات سائلة: مصنوعة من زيت السيليكون عالي الانكسار، تُضبط بواسطة ضغط أكياس سائلة مدمجة في الإطار.
- 5 مستويات ضبط: تسمح للمستخدمين باختيار القوة المناسبة (من -1 إلى -5 ديوبتر) خلال ثوانٍ.
- تصميم لاصق: يُثبَّت الإطار بواسطة لاصق قوي على الجبهة، مما يمنع الانزلاق حتى أثناء الحركة المفاجئة.
فوائد تتجاوز الرؤية
- الأمان: التصميم الخفيف (40 جرامًا) والمتين يجعله مناسبًا للتخزين الطويل في حقائب الطوارئ.
- التكيف مع الجميع: يناسب جميع أحجام الرؤوس بفضل غياب الأذرع الجانبية، مع ضمان ثبات حتى تحت الضغط.
- الدعم النفسي: تقلل الرؤية الواضحة من الشعور بالارتباك والقلق، مما يحسّن اتخاذ القرارات بنسبة تصل إلى 70% وفق تجارب محاكاة.
تطبيقات عملية
- في المنازل: إضافة إلى حقائب الإخلاء.
- في المؤسسات: توفيرها في أماكن العمل والمدارس.
- في المساعدات الإنسانية: توزيعها ضمن معدات الإغاثة في المناطق المعرّضة للكوارث.
خلفية المشروع
صمم المشروع فريق مكون من: سونج زيتونج، دنغ تشينكسي، فان ييتشن، لوو يوتونج، ودو تشينتشين. يستند الفكرة إلى كتاب هيلين كيلر “ثلاثة أيام لأرى”، الذي يسلط الضوء على قيمة البصر في فهم العالم.
الخلاصة
تُقدّم هذه النظارات حلاً عمليًا لفجوة في تأهب المجتمعات للكوارث، خاصة مع تزايد نسبة قصر النظر عالميًا (يتوقع أن يعاني منه 50% من سكان العالم بحلول 2050). بينما لا تُغني عن النظارات الدائمة، فإنها تُقلل من مخاطر تُهدد الحياة عندما تكون كل ثانية مهمة.