تصاميم معمارية يابانية تُعلن لبرج ويست ريزيدنس في جزر جميرا

تستند تصاميم معمارية برج ويست ريزيدنس إلى مبادئ مستوحاة من الثقافة اليابانية، مع تركيز على الانفتاح وتبسيط المواد واستمرارية العلاقة مع البيئة. وقد أُعلن عن هذا البرج السكني، المكوَّن من 46 طابقًا، في جزر جميرا بدبي كأول مرحلة من مشروع سيرينيا ديستريكت، ويضم 419 وحدة سكنية. وتتجنب هذه التصاميم المعمارية الزخارف الزائدة لصالح وضوح الوظيفة، وهي استراتيجية شائعة في المباني الشاهقة المعاصرة.

مفهوم التصميم

قاد التصميم مكتب ياباني وفق فلسفة إيريكو ، التي تشدد على الخطوط النظيفة وانتقاليّة سلسة بين الداخل والخارج. وتستخدم واجهات من الزجاج من الأرض حتى السقف مع شرفات واسعة لتعزيز دخول الضوء الطبيعي وتوسيع المناظر الخارجية. كما يراعي التخطيط الداخلي و تصاميم معمارية الخصوصية من خلال توزيع الوحدات بعناية. يتوافق هذا التوجه مع اتجاهات عالمية في التصميم الداخلي تسعى لتحقيق كفاءة مساحية دون التفريط في جودة التجربة. ويُعدّ المشروع إضافة جديدة إلى سجل مشاريع المكتب الدولية، الموثّق في أرشيف المشاريع.

المواد والتنفيذ

تجمع الواجهات بين الحجر الطبيعي ودرجات الأخشاب مع تفاصيل تصاميم معمارية بسيطة، وتكملها إضاءة ليلية ديناميكية. ويعتمد الهيكل على الخرسانة المسلحة التقليدية، بما يتماشى مع معايير الأبراج الشاهقة في المنطقة، كما ورد في بحوث مواد البناء. وعلى الرغم من غياب تقنيات إنشائية جديدة، فإن استخدام الزجاج من الأرض للسقف يشير إلى هندسة حرارية وصوتية متقدمة وهي شروط متعارف عليها في بروتوكولات إنشاء وبناء المباني في المناخ الصحراوي. وتبلغ تكلفة المشروع 760 مليون درهم إماراتي، ومن المتوقع الانتهاء منه في الربع الأخير من عام 2028.

الأثر الحضري

يقع البرج قرب ممرات حضرية رئيسية في جزر جميرا، ما يعزز نموذج دبي القائم على تجمعات فاخرة منعزلة بدلًا من الأحياء متعددة الاستخدامات. ويشمل المخطط العام ستة أبراج ومرافق مشتركة وممرات مشي مظلّلة نموذج يُنتقد غالبًا في تحليلات مدن وتخطيط عمراني في الخليج بسبب تركيزه على الخصوصية على حساب الوصول العام. ورغم وجود مساحات خضراء ومناطق ترفيه، فإن طابعها الخاص يحدّ من مساهمتها في الفضاء الحضري الأوسع. ويتعارض هذا النهج مع النماذج المفتوحة التي تدعو إليها برامج مسابقة تصميم حديثة تركز على الفضاءات المدنية.

الجوانب البيئية

تشير إضاءة النهار الطبيعية والاقتصاد في المواد إلى تكتيكات بيئية سلبية. لكن المشروع لا يذكر معايير معتمدة للاستدامة أو بيانات أداء طاقي. وبالتالي، يظل أثره البيئي غامضًا في سياق معايير استدامة إقليمية. وبدون مؤشرات أداء واضحة، تبقى أي تصريحات حول المسؤولية البيئية غير موثّقة.

مع استمرار دبي في توسيع أفقها العمراني بأبراج سكنية كثيفة، تبرز تساؤلات حول الجدوى الاجتماعية والبيئية الطويلة الأمد لهذه التجمعات. هل يمكن للهدوء المكاني أن يتعايش مع الاندماج الحضري، أم أن هذا الهدوء يتحقق على حساب الاتصال العام؟

لقطة معمارية سريعة: برج سكني مكوّن من 46 طابقًا في دبي يطبّق مبادئ يابانية للفراغ داخل نموذج أبراج فاخرة ضمن مخطط عمراني خاص.

ArchUp Editorial Insight

يقدّم برج ويست ريزيدنس خطابًا معماريًا يابانيًا داخل نموذج تجمّعات دبي الفاخرة، مُلبسًا البساطة ثوب الحياد بينما يشتغل ضمن مخطط خاص منغلق. مفهوم إيريكو من نيكّن سيكي دقيق تقنيًا لكنه شريك ضمني في العزل الاجتماعي؛ فخطواته النظيفة تخفي الاستبعاد أكثر مما تكشفه. وعلى الرغم من ضبط استخدام المواد واستراتيجية الإضاءة الطبيعية، يتهرب المشروع من مساءلة النموذج الحضري المجزّأ في دبي. لكنه يكسب نقطة واحدة: تجنّبه للزخارف المفرطة المنتشرة في أبراج الخليج. ومع غياب النفاذية العامة أو معايير استدامة ملموسة، يتحول الهدوء هنا إلى عزل جمالي راحته لقلّة، وصمتُه على المدينة.