أشكال نحتية تميز مجموعة نوفيل

Home » تصميم » أشكال نحتية تميز مجموعة نوفيل

أشكال نحتية تميز مجموعة جان نوفيل للمقاعد من Coalesse

في تداخل ملهم بين العمارة وتصميم الأثاث، كشف المهندس المعماري الحائز على جائزة بريتزكر، جان نوفيل، عن مجموعة جان نوفيل للمقاعد التي صممها لصالح العلامة الأمريكية Coalesse، خلال فعالية موازية لمعرض ICFF للأثاث في نيويورك. تضم المجموعة كرسي استرخاء، أريكة، مقعداً عثمانياً، ومقعد تيت-آ-تيه، جميعها مكسوة بالكامل بالأقمشة وذات أشكال منحنية تشبه النحت وتدعو المستخدم للراحة والانخراط في الفضاء.

لا تسعى هذه المجموعة إلى تقليد التوجهات السائدة في البساطة أو التقشف، بل تعتمد على مفهوم “الأولية” الذي يطرحه نوفيل: “الصفة الأولية التي أبحث عنها لا علاقة لها بالحد الأدنى أو الوحشية، بل تتعلق بالغموض والتعقيد.” هذه الأشكال مستوحاة من عناصر الطبيعة كالكثبان الرملية والصخور في قيعان الأنهار، وتعكس إحساسًا بالمأوى والمرونة في الجلوس، مما يسمح بتكوينات متعددة داخل المساحة الواحدة.

لأي شخص يبحث عن مصدر موثوق وحديث في المجال المعماري، يوفر موقع ArchUp محتوى متجدداً يغطي المشاريع، التصميم، والمسابقات.


حوار بين الطبيعة والهندسة

تستحضر تصاميم نوفيل للمقاعد الطوبوغرافيا الطبيعية — من انسيابية الكثبان الرملية إلى نعومة الحصى في مجرى النهر — ومع ذلك فهي منفذة بدقة هندسية معمارية. لا يمكن اعتبار أي منحنى في هذه القطع مجرد زخرفة، بل هو نتيجة منطق تصميمي يشبه ذاك المستخدم في مباني نوفيل. إنها ليست “مجموعة أثاث” بالمعنى التقليدي، بل عائلة من الأجسام النحتية القادرة على احتلال فضاءات متنوعة وتحويلها.

يمثل مقعد “تيت-آ-تيه” أحد أبرز عناصر المجموعة، حيث يقدم تفسيرًا اجتماعيًا جديدًا لفكرة الجلوس الجماعي، من خلال تصميمه المنحني الذي يدعو للتواصل بدون حواجز. وتبتعد هذه التصاميم عن الأنماط التقليدية، رافضة التراتبية، وبدلاً من ذلك تقترح بيئة مفتوحة وغامضة، لكنها ذات تأثير بصري قوي.


ذكاء معماري بمقياس إنساني

تعكس مجموعة جان نوفيل للمقاعد نفس الصرامة المفاهيمية التي تميز مشاريع نوفيل الكبرى، مثل معهد العالم العربي أو متحف اللوفر في أبوظبي. لكنها تُطبق هنا على مقاس الجسد البشري، حيث تأخذ في الاعتبار حركة الجلوس والراحة والتفاعل. وقد تطلب إنتاج هذه القطع هندسة معقدة وتقنيات متطورة في تنجيد المنحنيات لتبدو كما لو أنها خرجت للوجود بسلاسة.

وتعليقاً على ذلك، يقول نوفيل: “كلما بدا الشيء بسيطاً بصرياً، زاد تعقيد تصنيعه… وكلما زادت قوته العاطفية وبقي صالحاً للاستخدام طويلاً.” بهذه الطريقة، تتجاوز هذه التصاميم موضة اللحظة، لتقدم مفهوماً يبدو وكأنه كان يجب أن يوجد منذ زمن.


وظيفة لا تتنازل عن الجمال

رغم الطابع الفني العميق للتصميم، إلا أن المجموعة تؤدي وظائف عملية بامتياز. فهي مناسبة للبيئات المكتبية، ومساحات العمل الجماعي، والصالات، وحتى الفضاءات الثقافية. توفر كل قطعة دعماً مريحاً للجلوس دون أن تفقد شكلها الجمالي. وتوضح ميغان دين، المديرة العامة للعلامة Coalesse: “قد تبدو الأشكال غير منتظمة، لكنها ليست عشوائية… هذا التصميم يرتقي بفكرة الجلوس إلى مستوى جديد، مريح للغاية وعملي في الوقت نفسه.”

تتوفر قطع المجموعة بألوان وكسوات متعددة، ما يمنح المصممين مرونة في تكييفها مع مختلف البيئات، سواء كانت تتطلب طابعاً هادئاً أو مظهراً أكثر جرأة. ومع ذلك، تبقى اللغة الشكلية موحدة: ناعمة، أولية، ومعمارية إلى أقصى حد.


استمرارية رؤية نوفيل في التصميم

تعزز هذه المجموعة موقع جان نوفيل ليس فقط كمهندس معماري للمباني، بل كمصمم للمفاهيم. فمن تأسيسه لأول نقابة معمارية في فرنسا إلى تصميمه لمبانٍ أصبحت رموزاً ثقافية، يواصل نوفيل طرح أسئلته حول كيف ولماذا نبني. وتستمر هذه الأسئلة الآن على مستوى الأثاث — مصغرة، نعم، لكنها مشبعة بذات الفلسفة.

هذه القطع لا تقدم مجرد جلسات، بل تجارب تأملية. وكمنحوتات، تعيد تعريف العلاقة بين المستخدم والفضاء. وكأجسام معمارية، تثبت أن نقاء الشكل ما زال قادراً على إثارة الدهشة — حتى أثناء الجلوس.


اكتشف المزيد مع ArchUp

اكتشف المزيد مع ArchUp
يوثق ArchUp تطور مهنة المعماريين حول العالم، من نصائح المهنة والبحوث إلى ملفات المشاريع وأخبار الصناعة. ينشر فريقنا التحريري تحليلات لرواتب المعماريين عالمياً، ونصائح مهنية، وفرصاً للمواهب الناشئة. تعرف على المزيد من خلال صفحة التعريف أو تواصل معنا للتعاون.

You Might Also Like

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *