في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للنقل في العاصمة السعودية، تتجه شركة “بورينغ كومباني” (The Boring Company)، المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إلى تقديم طلب رسمي للجهات المختصة في المملكة العربية السعودية لتنفيذ مشروع طموح يتمثل في إنشاء شبكة طرق تحت الأرض في الرياض.
يأتي هذا التوجه بعد إعلان شركة “تسلا”، التي يملكها ماسك أيضاً، عن إطلاق سياراتها الكهربائية في السوق السعودي مطلع أبريل 2024، مما يعكس استراتيجية متكاملة لتعزيز وجود مجموعة ماسك في المملكة.
السوق السعودي.. وجهة استراتيجية للسيارات الكهربائية والنقل الذكي
تعد المملكة العربية السعودية من أكبر الأسواق الواعدة في منطقة الشرق الأوسط للسيارات الكهربائية والنقل المستقبلي، حيث تسعى رؤية 2030 إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار والاستدامة.
وتأتي مشاريع النقل تحت الأرض كحلٍّ مبتكر للتخفيف من الازدحام المروري في المدن الكبرى مثل الرياض، التي تشهد نمواً سكانياً وتوسعاً عمرانياً متسارعاً.
وكانت “بورينغ كومباني” قد نفذت مشاريع مماثلة في عدة مدن حول العالم، منها نفق لاس فيغاس في الولايات المتحدة، والذي صُمم خصيصاً للسيارات الكهربائية.
كما وقّعت الشركة اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي لإنشاء شبكة أنفاق بطول 17 كيلومتراً، مما يعزز فرص نجاح مشروع مماثل في الرياض.

ما هو مشروع “هايبرلوب” وكيف يمكن أن يخدم الرياض؟
يأتي مشروع الأنفاق تحت الأرض كجزء من رؤية أوسع طرحها إيلون ماسك قبل أكثر من عقد تحت اسم “هايبرلوب” (Hyperloop)، وهو نظام نقل فائق السرعة يعتمد على أنفاق مفرغة من الهواء تقلل من مقاومة الاحتكاك، مما يسمح بسرعات تنقل تصل إلى أكثر من 1000 كم/ساعة.
ورغم أن مشروع “هايبرلوب” لا يزال قيد التطوير، فإن “بورينغ كومباني” تركز حالياً على حلول النقل تحت الأرض باستخدام السيارات الكهربائية ذاتية القيادة.
في حال الموافقة على المشروع، ستقوم الشركة بدراسة الطرق الرئيسية الأكثر ازدحاماً في الرياض، مثل طريق الملك فهد وطريق الملك خالد، ثم تبدأ بحفر أنفاق متفرعة لتسهيل حركة المرور وتقليل زمن التنقل.
هذا النموذج نجح في لاس فيغاس، حيث ساهم في خفض الازدحام بنسبة كبيرة.
توجه السعودية نحو الاستدامة والذكاء الاصطناعي في النقل
تسعى المملكة جاهدة لتعزيز مشاريع النقل المستدام، حيث أعلنت الشركة السعودية للاستثمارات الطاقة المتجددة عن خطط لزيادة الاعتماد على المركبات الكهربائية.
كما أن مشروع “نيوم” يضم خططاً لنقل ذكي يعتمد على التقنيات الحديثة، مما يجعل السعودية بيئة مناسبة لمشاريع “بورينغ كومباني”.
ووفقاً لتصريحات سابقة لمسؤولين في أرامكو ووزارة النقل، فإن المملكة مهتمة باستقطاب شركات التقنية العالمية لتطوير بنيتها التحتية، مما يعزز احتمالية الموافقة على المشروع إذا تم تقديمه بشكل رسمي.

الخاتمة: خطوة نحو مستقبل النقل في الرياض
إذا نجحت “بورينغ كومباني” في تنفيذ مشروعها، فسيكون ذلك نقلة نوعية في قطاع النقل بالعاصمة الرياض، حيث سيساهم في:
تخفيف الازدحام المروري.
تقليل الانبعاثات الكربونية عبر الاعتماد على السيارات الكهربائية.
تعزيز البنية التحتية الذكية تماشياً مع رؤية السعودية 2030.
يُتوقع أن تعلن الشركة عن المزيد من التفاصيل قريباً، خاصة بعد دخول “تسلا” السوق السعودي، مما قد يمهد الطريق لمشاريع أكبر في مجال النقل المستقبلي بالمملكة.
تخطط شركة “بورينغ كومباني” المملوكة لإيلون ماسك لتقديم طلب لإنشاء شبكة طرق تحت الأرض في الرياض، بعد إطلاق “تسلا” سياراتها الكهربائية في السعودية. المشروع يهدف لتخفيف الازدحام عبر أنفاق للسيارات الكهربائية، متبعاً نموذج نجح في لاس فيغاس ودبي، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 للنقل المستدام.