تم الانتهاء من تنفيذ أول مدرسة خشبية في شمال فرنسا
تُعد مدرسة روبير بادانتر الإعدادية في كامبراي، فرنسا، مثالاً ملحوظاً على العمارة التعليمية المعاصرة ذات الإطار الخشبي. صمّمها مكتب كولديفي بالتعاون مع ريلييف آركيتيكتس، وهي أول مدرسة إطارها خشبي في شمال فرنسا. يستوعب المشروع 650 طالباً ويُدمج أساليب البناء الحديثة ضمن موقع صناعي تاريخي. تمثّل هذه المدرسة ذات الإطار الخشبي نموذجاً جديداً للعمارة المؤسسية المستدامة.
مفهوم التصميم
تقع المدرسة على أرض كانت سابقاً ساحة لسكة حديد، مقابل محطة قطار كامبراي من القرن التاسع عشر. يتّخذ المبنى شكلاً طويلاً يوازي صف الأشجار الناضجة على طول الموقع ويتبع اتجاه الشوارع المحيطة. يحتوي المستوى العلوي على سقف ذي جملون مائل يُشير إلى قاعات السكك الحديدية التقليدية، مع بروز عند أحد الطرفين يُظلّل المدخل. تتوزّع الفصول الدراسية حول ردهة مركزية مزدوجة الارتفاع، تسمح بدخول الضوء الطبيعي من فتحات السقف، وتشكّل ما يُوصف بأنه شارع داخلي يربط بين الفضاءات التعليمية. يوجد مبنى منفصل مصنوع أيضاً بإطار خشبي ويحتوي على كافتيريا ذات واجهة زجاجية وسكن للموظفين، ليشكّل الاثنان معاً فناءً مركزياً يضم ملعباً ومساراً رياضياً وممرات مغطاة—استراتيجيات شائعة في مدن وتخطيط عمراني والمؤسسات التعليمية ضمن مباني وهياكل.
مواد البناء والتشييد
استُخدم في الطابق الأرضي الخرسانة المسلحة لتلبية متطلبات الزلازل في المنطقة، بينما يشكّل الطابق العلوي جزءاً من المدرسة ذات الإطار الخشبي، إذ صُنع بإطار خشبي يضفي دفئاً بصرياً ويقلّل من الكربون المُدمج. تمت تغطية الأسطح الداخلية بالخشب Spruce، بما يتناسق مع الواجهة الخارجية. عبر الشارع، جرى تجديد مبنى لسكة حديد يعود لعام 1906 ليصبح قاعة رياضية عامة بمساحة 934 متراً مربعاً. حافظ التصميم على الواجهة الآجرية الأصلية، بينما جُهّز الداخل بألواح OSB التي تتناقض مع الجُمارات الحديدية القديمة—ممارسات موثّقة في أرشيف المشاريع حول إعادة الاستخدام التكيفي. هذه الخيارات تعكس معايير متطورة في استخدام مواد البناء ضمن سياق حضري متجدد عبر مدن وتخطيط عمراني.
الاستدامة
يغطّي غلاية الكتلة الحيوية، التي تعمل بحبيبات خشبية محلية، 80% من احتياجات التدفئة. توفّر الألواح الشمسية 15% من الكهرباء، ويلبّي خزان مياه الأمطار نصف استهلاك دورات المياه. ساهمت هذه الإجراءات في حصول المشروع على تصنيف ممتاز وفق نظام الجودة البيئية الفرنسي، ما يتوافق مع المعايير العالمية في مجال استدامة. ويُظهر المشروع كيف يمكن للـتصاميم المعمارية أن توازن بين الأداء البيئي وجودة الفضاء دون مبالغة جمالية.
الأثر الحضري
تشكّل المدرسة عنصراً في مشروع التجديد الحضري الأوسع لمدينة كامبراي. ونظراً لفتح القاعة الرياضية للجمهور خارج أوقات الدوام المدرسي، فإنها تعزز وصول المجتمع المحلي إلى المرافق العامة—نهج يُناقَش في سياسات مدن وتخطيط عمراني وممارسات إنشاء وبناء. كما يُحسّن التصميم الداخلي من الاستخدام اليومي دون الاعتماد على الزخارف.
هل يمكن أن يصبح الإطار الخشبي معياراً للمدارس العامة في المناطق المعرضة للزلازل عبر أوروبا؟
لقطة معمارية سريعة: مدرسة إعدادية في كامبراي، فرنسا، تستوعب 650 طالباً، تجمع بين متانة الخرسانة ودفء الخشب، مع قاعة رياضية عامة في مبنى سكة حديد مُعاد تأهيله.
✦ ArchUp Editorial Insight
يعرض المقال تصميم مدرسة روبير بادانتر في كامبراي كنموذج أولي للإطار الخشبي في شمال فرنسا. يرتكز السرد على خطاب بيئي وتموضع حضري بين موقع سككي قديم ومتطلبات البناء الزلزالية. يعيد المصمّمون معالجة الذاكرة الصناعية عبر سقف مائل وبروز عند المدخل. تبرز المدرسة ذات الإطار الخشبي كمحاولة لدمج الهوية المكانية مع متطلبات العصر. يجمعون بين الخرسانة والخشب بثقة تقنية. لكن العرض يفتقر إلى نقد حقيقي لمحدودية تعميم النموذج في سياقات اقتصادية أو إدارية مختلفة. ويعتمد بشكل مريح على مفردات الاستدامة كخاتم سحري. تُحسب له الإشادة المضبوطة باستخدام الخشب المحلي والتكيف مع القوانين. لكن السؤال الأهم يبقى خفيًّا: هل ستُدرَّس هذه العمارة لجدواها أم لجماليتها فقط؟