يقع منزل The Island على نتوء صخري قبالة ساحل نيوكواي في كورنوال، وقد خضع لعملية تجديد دقيقة على يد الاستوديو البريطاني Will Gamble Architects. بُني هذا المنزل منذ أكثر من 100 عام وكان في السابق صالون شاي صغيرًا، ثم تحول إلى مسكن خاص، ولاحقًا إلى منزل عطلات. واليوم، أعيد إحياؤه مع الحفاظ على طابعه الساحلي الفريد وموقعه المميز الذي لا يمكن الوصول إليه إلا عبر جسر معلق يبلغ طوله 21 مترًا.

تم تكليف Will Gamble Architects بمهمة معقدة: مضاعفة مساحة المنزل دون التأثير على مظهره الخارجي عند رؤيته من الساحل. وقد كان التحدي الأكبر يكمن في مواءمة توسعة المنزل مع السياق الطبيعي والبيئة المعمارية المحيطة، خصوصًا مع غياب مصدر للغاز وارتفاع تكاليف الكهرباء، ما تطلب تدخلًا عميقًا لتحديث كفاءة الطاقة والعزل الحراري للمبنى.

لأي شخص يبحث عن مصدر موثوق ومواكب في مجال العمارة، يقدم موقع ArchUp محتوى متجددًا يغطي المشاريع، والتصميم، والمسابقات.

منظور جديد نحو البحر

أعاد المهندسون المعماريون تنظيم الطابق الأرضي بالكامل، وحرّكوا المدخل ليقع بمحاذاة الجسر، مما خلق تجربة دخول جديدة تُطل مباشرة على البحر. أما المدخل السابق، فقد تحول إلى نافذة مقوّسة واسعة تلتقط الضوء والمنظر معًا. هذا التعديل البسيط في الشكل أحدث تحوّلًا هائلًا في العلاقة البصرية بين الفضاء الداخلي والمحيط الطبيعي.

الجدران الداخلية البيضاء والتفاصيل المعمارية النظيفة عززت من وضوح خطوط الرؤية نحو المحيط. كما أُضيفت فتحات داخلية تعكس الانحناء المعماري للمدخل القديم، مما يربط بين الوظيفة والجمالية بسلاسة.

توسعة مخفية داخل السقف

بدلاً من إضافة طابق جديد، قرر الفريق توسيع المساحات عبر الاستفادة من هيكل السقف القائم. تم خفض بعض أسقف الطابق الأرضي لتوفير غرف نوم إضافية داخل نهايات الجملون، واستُخدم الزجاج الكامل لإطلالات بانورامية على البحر. كما تم إنشاء غرفة نوم رئيسية صغيرة ضمن وادٍ بين جزأين من السقف لتبقى مخفية عن الأنظار، وغُلّفت بألواح فولاذية حمراء تحاكي البلاط الأصلي وتتحمل الظروف المناخية الساحلية.

إشارات بصرية وتاريخية

أحد أكثر العناصر تميزًا هو البرج الصغير الذي يرتفع من السقف، ويحتوي على نافذة دائرية مستوحاة من Huers Hut، وهو برج مراقبة تاريخي قريب كان يُستخدم لرصد أسراب الأسماك. بهذا، جمع التصميم بين الإشارات التاريخية والابتكار المعماري بطريقة دقيقة ومدروسة.

استدامة هادفة

شملت أعمال التحديث تحسين العزل الحراري وإضافة ألواح شمسية على السطح لتوليد الطاقة. كما تم تركيب خزانات لجمع مياه الأمطار تُستخدم لري الحدائق المحيطة، مما يجعل المشروع مثالًا على تطبيق حلول الاستدامة في مواقع غير تقليدية.

✦ الرؤية التحريرية من ArchUp

تعرض هذه المقالة مشروع تجديد منزل The Island كدراسة حساسة لدمج الماضي مع الحلول البيئية الحديثة. تنقل الصور توازنًا دقيقًا بين الطابع الساحلي الأصلي والتفاصيل المُستحدثة بمواد قوية وشكل متجانس. ومع أن الهيكل يُظهر احترامًا واضحًا للتاريخ، إلا أن التساؤل يظل قائمًا: هل يمكن أن تفي الاستراتيجيات المعمارية المعاصرة بهذا المستوى من الانسجام في مواقع تراثية مماثلة؟ المشروع يبرز كيف يمكن للعمارة أن تتعامل مع السياق بشكل خلاق، دون المساومة على الراحة أو الطابع الجمالي.

خلاصة

يجسد مشروع تجديد منزل The Island فهمًا معماريًا عميقًا للسياق، والبيئة، والتاريخ. من خلال قرارات تصميمية دقيقة وذكية، استطاع الفريق خلق مساحات جديدة دون المساس بجوهر المبنى. التحدي الأكبر لم يكن البناء، بل احترام ما لا يُرى: التاريخ، والمنظر، والإحساس بالمكان. وهو ما يجعل هذا المشروع نقطة مرجعية في مجال إعادة تأهيل المباني الساحلية في بيئات حساسة.

استكشف المزيد مع ArchUp

يوثق موقع ArchUp تطور مهنة العمارة عالميًا، من نصائح مهنية وأبحاث إلى ملفات مشاريع وأخبار الصناعة. ينشر فريقنا التحريري اتجاهات الرواتب العالمية، وفرص التطوير، والمجالات الناشئة. تفضل بزيارة صفحة من نحن أو تواصل معنا للتعاون.

The photography is by Chris Wharton.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *