بينالي كوبنهاغن للعمارة 2025
سبتمبر 18 @ 8:00 ص - أكتوبر 19 @ 5:00 م
منصة دولية جديدة لاستكشاف العمارة بشكل تعاوني
سيتم إطلاق بينالي كوبنهاغن للعمارة 2025 كمنصة عالمية جديدة للتفاعل الجماعي مع العمارة، مما يوفر مساحة للحوار حول دورها الأساسي في تشكيل حياتنا اليومية، ومجتمعاتنا، ورفاهية كوكبنا. يهدف البينالي إلى تعزيز التبادل المعرفي عبر الأزمنة والمجالات والتخصصات المختلفة، مسلطًا الضوء على قدرة العمارة على إحداث تغيير إيجابي في ظل الأزمات المتسارعة التي يشهدها العالم. إن توسيع نطاق فهم العمارة، ليس فقط بين المتخصصين ولكن أيضًا لدى الجمهور العام، يمكن أن يفتح المجال لأفكار جديدة، ويحفز التفكير النقدي العميق، ويُلهم العمل نحو مستقبل أكثر استدامة وعدالة.
التباطؤ: موضوع بينالي كوبنهاغن للعمارة 2025
“نتوقف، نتأمل، ونتخلى عن العجلة. نتأخر عن الإيقاع، ولكن بدلًا من محاولة اللحاق به، نبقى في حالة استماع لما قد يظهر في الصمت. قد يصر البعض على مبدأ: ’تحرك بسرعة وحطم الحواجز.‘ لكننا نقابل ذلك بشعار: ’تحرك ببطء وأصلح الأنظمة.‘”
التباطؤ هو الموضوع الرئيسي لنسخة بينالي كوبنهاغن للعمارة 2025، حيث يتمحور حول العمارة كعنصر زمني يمكن من خلاله إبطاء إيقاع الأماكن والمدن والمجتمعات التي تعاني من التسارع المفرط. في ظل قرن شهد زيادة غير مسبوقة في عدد السكان، والناتج المحلي الإجمالي العالمي، واستهلاك الطاقة، واستنزاف الموارد الطبيعية، يسعى البينالي إلى تصور شكل التباطؤ العظيم للنظام العالمي، وكيف سيكون تأثيره، وما الذي يمكن أن ينشأ عنه؟
- نعلم أن التباطؤ يجعل الأشياء تدوم لفترة أطول.
- نعلم أن التباطؤ يقلل من النفايات، ويعزز ثقافة الإصلاح والصيانة.
- نعلم أن التباطؤ يمكن أن يؤدي إلى عوالم أصغر ولكن أعمق.
لكن هل يمكن للتباطؤ أن يكون أكثر من مجرد مقاومة للسرعة؟ هل يمكن أن يكون منظورًا جديدًا لفهم الزمن؟
قد يكون التباطؤ وسيلة لاستكشاف الحركات الجليدية، ونمو النباتات التدريجي، واتساع الزمن الكوني. قد يكون فرصة لاستعادة السيطرة على إيقاع حياتنا، وتخصيص مساحات جديدة تفصل بين الفعل ورد الفعل، وبين الغياب والحضور.
ماذا لو كانت الأولوية للاستثمار في التأمل العميق بدلًا من الاستهلاك السريع؟
وكيف سيكون المشهد لو أن الشركات والحكومات أعادت تعريف معايير النجاح بناءً على التأثير البيئي والاجتماعي طويل الأمد، بدلًا من الأرباح قصيرة الأجل؟
مع كون قطاع البناء مسؤولًا عن 37% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا، و30% من إنتاج النفايات، وما يقارب 30% من فقدان التنوع البيولوجي العالمي، فمن المؤكد أن العمارة ستلعب دورًا محوريًا في هذا التحول التدريجي القادم.
المسألة لم تعد تتعلق بـ ما إذا كنا سنبطئ، ولا حتى بضرورة ذلك، بل بالطريقة التي سيحدث بها التباطؤ.
هل سيأتي برفق كالثلج المتساقط في هدوء، أم سيحدث بعنف كما تنهار الأنظمة تحت وطأة وزنها؟
هل سيتم فرضه علينا قسرًا عبر أزمات غير متوقعة، أم سنختار إعادة ضبط إيقاع حياتنا بوعي وإرادة؟
في النهاية، ما يهم حقًا هو الشكل الذي سيتخذه التباطؤ، وما الذي سيبرز أو يختفي معه؟
من نحن
بينالي كوبنهاغن للعمارة هو مساحة تجريبية مخصصة للأفكار الجديدة والممارسات المعمارية المبتكرة. تأسس البينالي في عام 2024 على يد منتدى كوبنهاغن للعمارة (CAFx)، تحت قيادة جوزفين ميشو، القيّمة على الجناح الدنماركي في بينالي البندقية 2023.
ينطلق البينالي من إرث مهرجان كوبنهاغن للعمارة الذي أُسس عام 2014، حيث يتحول الحدث السنوي السابق إلى منصة أعمق وأكثر تأثيرًا بنسق بينالي، مما يمنح مزيدًا من الوقت للتأمل والابتكار.
يقدم البينالي برنامجًا عامًا متنوعًا يشمل المعارض، والحلقات النقاشية، والجولات الإرشادية، والفعاليات الاجتماعية. كما يضم Assemble!، وهو مؤتمر مهني لمدة يومين يستكشف التحديات الهيكلية في قطاع البناء المعاصر، والفرص الناشئة التي يمكن أن تشكل المستقبل.
ماذا نفعل؟
نحن نعمل على توسيع حدود العمارة من خلال:
- ربط التخصصات المختلفة – توفير مساحات للتفاعل بين المعماريين، والمفكرين، والفنانين، والباحثين، والجمهور العام.
- اختبار الأفكار الجديدة – تحويل المفاهيم التجريبية إلى حلول ملموسة يمكن تطبيقها في البيئة العمرانية.
- مشاركة المعرفة – إنشاء مساحات للحوار والتبادل الفكري بين مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية.
- تحدي الوضع الراهن – إعادة التفكير في دور العمارة وقدرتها على تحقيق تحولات مجتمعية مستدامة.
من خلال البرامج التفاعلية والمعارض والجولات واللقاءات، نسعى إلى كسر الروتين اليومي، وفتح المجال لاستكشاف دور العمارة في تشكيل المستقبل على المدى الطويل.
لماذا نفعل ذلك؟
لأننا نؤمن بأن إحداث تغيير حقيقي في العمارة يتطلب تعاونًا جذريًا، يستدعي ممارسة متواصلة وأخلاقية، تدفعنا إلى إعادة التفكير في موقعنا داخل الأنظمة الاجتماعية والبيئية لكوكب الأرض.
هذا التحول لا يمكن أن يكون مهمة المعماريين وحدهم، بل يحتاج إلى مشاركة جميع أفراد المجتمع، مما يتطلب منصات جديدة للتجمع والحوار والتجريب.
نريد أن ندفع الجميع إلى إدراك أن العمارة ليست مجرد تصميم للمدن والمباني، بل هي وسيلة لتغيير العادات وأنماط التفكير، وإعادة تشكيل علاقتنا بالعالم الطبيعي الذي نعيش فيه ونعتمد عليه.
كيف نحافظ على استمرارية رؤيتنا؟
على عكس الفعاليات المؤقتة التي تعتمد على التأثير اللحظي، يستند بينالي كوبنهاغن للعمارة إلى برامج بحثية ومعرفية مستمرة على مدار العام، بفضل ارتباطه الوثيق بـ منتدى كوبنهاغن للعمارة.
يساعد هذا الارتباط على مقاومة ثقافة الأحداث السريعة والعابرة، مما يجعل البينالي ليس مجرد حدث احتفالي مؤقت، بل منصة دائمة للحوار والتغيير المستدام.
إن التزام منتدى كوبنهاغن للعمارة ببرنامج سنوي متواصل يمنح البينالي أساسًا متينًا للتأثير المحلي طويل الأمد، مما يحوله من مجرد فعالية دورية إلى مبادرة أكثر رسوخًا واستدامة، قادرة على إحداث أثر ملموس يمتد إلى ما بعد أيام الحدث نفسه.