الكوريون المقيمون في اليابان ودور المدارس الكورية: جسر بين التراث والمجتمع
الكوريون في اليابان: إرث من الصمود
يشير مصطلح الكوريون المقيمون في اليابان (زايينيتشي كوريان) إلى الأفراد الذين هاجروا من شبه الجزيرة الكورية أثناء أو بعد الضم الياباني-الكوري عام 1910، وكذلك أحفادهم. على الرغم من مواجهة التمييز التاريخي والتحديات في الحفاظ على الهوية الثقافية، حافظ هذا المجتمع على تراثه من خلال اللغة والتعليم والتضامن الجماعي.

المدارس الكورية: حارسة الهوية
تعد المدارس الكورية مؤسسات حيوية يتعلم فيها الشباب الكوريون في اليابان عن تراثهم ولغتهم وتاريخهم. حالياً، تعمل 51 مدرسة كورية في جميع أنحاء اليابان، وتعمل كمراكز ثقافية. من بينها، تبرز مدرسة كاواساكي الكورية (تأسست عام 1946) كشاهد على الاستمرارية، حيث تضم حوالي 40 طالباً فقط في قسميها للروضة والمدرسة الابتدائية.

التصميم المبتكر: توسيع المساحة عبر شرفة متدرجة
عندما تم بيع جزء من أرض المدرسة لتمويل مبنى جديد، ظهرت مخاوف بشأن تقليص مساحة اللعب للطلاب. الحل؟ شرفة متدرجة مكونة من ثلاثة مستويات تمتد من ساحة المدرسة بشكل رأسي. لا يعوض هذا التصميم المفتوح والمتعدد المستويات المساحة المفقودة فحسب، بل يشجع أيضاً على اللعب التفاعلي الديناميكي. تمتزج الشرفات بحياة المدرسة اليومية، مقدمة بيئة حيوية للأنشطة.

مسرح للاندماج المجتمعي
تاريخياً، واجهت المدارس الكورية في اليابان العزلة بسبب التمييز المجتمعي. يعكس هذا المشروع ذلك عمداً من خلال تحويل الشرفة إلى مسرح مرئي وتفاعلي للحارة. يصبح لعب الأطفال على الشرفات جزءاً من المشهد المحلي، مما يعزز الروابط العضوية مع المجتمع المحيط. يجسد التصميم الانفتاح، محولاً المدرسة إلى معلم مشترك بدلاً من مساحة منعزلة.

براعة هندسية: التكيف مع التضاريس الصعبة
تقع المدرسة بالقرب من أراضي ميناء كاواساكي المستصلحة، على أرض رخوة جداً. بدلاً من استخدام الأساسات العميقة مكلفة، اعتمد الفريق طريقة استبدال التربة:
- وزن التربة المحفورة يساوي وزن المبنى لمنع الهبوط غير المتكافئ.
- الرغوة البوليسترين تحت الألواح الخرسانية تضبط التوازن، مما يخفض التكاليف.
- الهيكل الفولاذي خفيف الوزن يقلل الحمل الهيكلي، مما يمكن هذه الطريقة.

مساحات مرنة لتلبية الاحتياجات المستقبلية
يستخدم المبنى هيكلاً صلباً مفتوحاً مع دعامات استراتيجية، مع أولوية للتكيف. من أبرز الميزات:
- أبواب قابلة للطي تدمج الفصول مع المساحات المشتركة.
- مساحات قابلة للتعديل لتلبية الاحتياجات التعليمية المتطورة.
- فلسفة تصميم تتوقع قابلية الاستخدام على المدى الطويل.
رمز للأمل والاتصال
الشرفة المتدرجة ليست مجرد ابتكار معماري بل هي جسر بين الثقافات. من خلال جذب العالم الخارجي إلى إيقاع المدرسة اليومي، يعيد المشروع تعريف المدارس الكورية كمنارات للانفتاح، مما يعزز التفاهم المتبادل في سياق تاريخي من الانقسام.

✦ ArchUp Editorial Insight
يعيد هذا المشروع تصور المدرسة الكورية كملتقى ديناميكي للتعليم والمجتمع، مستخدماً العمارة لمواجهة العزلة التاريخية. تعالج الشرفة ببراعة محدودية المساحة بينما ترمز إلى الاندماج، رغم أن السرد يمكن أن يتعمق أكثر في كيفية إدراك الطلاب والمحليين لهذا الاندماج حيث أن قياس التأثير الاجتماعي سيعزز الحجة. ومع ذلك، فإن الجمع بين الهندسة العملية (مثل طريقة استبدال التربة) والانفتاح الرمزي يضع سابقة جريئة. إنه تذكير بأن التصميم يمكنه رأب الصدع، وتحويل المساحات المهمشة إلى مصادر فخر مشتركة.
استكشف المزيد مع ArchUp
يوثق ArchUp تطور مهنة المعماريين حول العالم، من فرص العمل والأبحاث إلى ملفات المشاريع وأخبار القطاع. ينشر فريق التحرير لدينا تقارير حول رواتب المعماريين عالميًا، ونصائح مهنية، وفرصًا للمواهب الناشئة. تعرف أكثر عبر صفحة من نحن أو تواصل معناللتعاون.