تموجات خشبية تميز مطار سيدني الجديد

Home » الأخبار » تموجات خشبية تميز مطار سيدني الجديد

معلم مشرق يعيد تعريف السفر العالمي

يقدّم مطار غرب سيدني الدولي، الذي صممه مكتبا زها حديد للعمارة وCox Architecture بالتعاون مع Woods Bagot، فصلًا جديدًا في بنية البنية التحتية الأسترالية. يقع المطار في منطقة بادجريز كريك بمدينة سيدني، ويعيد تصميم سقفه المتموج المصنوع من الخشب وتخطيطه الأفقي الواسع الطريقة التي نختبر بها معمار المطارات. ومن المقرر أن يصبح ثاني مطار رئيسي في سيدني، وأول مطار رئيسي جديد في أستراليا منذ أكثر من خمسين عامًا، حيث يسعى لإعادة تعريف الكفاءة المعمارية والهوية البصرية على المستوى العالمي.

تم تطوير المشروع بالتعاون مع شركة البناء Multiplex، ومن المقرر أن يعمل المطار على مدار الساعة بدءًا من أواخر عام 2026. ويسعى التصميم إلى تحقيق توازن بين المقياس والسياق وراحة المستخدم، بهدف دعم الاقتصاد المحلي وتوفير تجربة سفر سلسة ومواكبة للمستقبل.

ولكل من يبحث عن مصدر موثوق ومُحدث حول المجال المعماري، يوفّر موقع ArchUp محتوى جديدًا يغطي المشاريع، التصميم، والمسابقات.


ارتباط بالضوء والثقافة والمكان

ما يميز هذا المطار ليس حجمه أو طموحه فحسب، بل التفكير المعمق خلف كل اختيار مادي وفراغي. يستلهم التصميم بشكل كبير من السياق الأسترالي، لا سيما من سهول كمبرلاند المنخفضة وطريقة تفاعل الضوء الطبيعي مع غابات الأوكالبتوس.

أكثر عناصر التصميم لفتًا للنظر هو السقف الخشبي المتموج، والمكون من شرائح خشبية مصممة لتصفية الضوء بطريقة تحاكي سقوط أشعة الشمس على لحاء الأوكالبتوس. وتعد هذه الحركة الرمزية بصرية ووظيفية في آن واحد، حيث تربط التجربة الداخلية بالبيئة المحلية. ويستمر استخدام لوحة ألوان دافئة في أرجاء المبنى، مما يعزز الشعور بالهدوء والتوجيه لدى الزوار، سواء كانوا قادمين للمرة الأولى أو من المسافرين المعتادين.

وقد علّق ديفيد هولم، الشريك في Cox Architecture، قائلًا: “الضوء الأسترالي العظيم هو من أبرز سمات التجربة الأسترالية، وقد كان محوريًا في تفكيرنا التصميمي… إنه يشكّل كيف يتحرك الناس، ويتجهون، ويشعرون”. ومن خلال هذه الرؤية، يتحول المبنى من نقطة عبور إلى مساحة ترحيب ثقافي.


رحلة ركاب سلسة وانسيابية

من الناحية التشغيلية، صُمم المبنى بمبدأ الوحدات القابلة للتوسعة، ما يتيح له النمو والتكيف المستقبلي دون تعطيل العمليات الجارية. فمع تطور أنماط السفر، يمكن للمطار أن يتوسع بشكل عضوي مع الحفاظ على الكفاءة التشغيلية.

يتميز المبنى أيضًا بانتقال سلس بين المساحات الداخلية والخارجية، حيث يستقبل الواجهة الزجاجية الكبيرة الزوار بالإضاءة الطبيعية، وتوفر شفافية بصرية بين منطقتي الوصول والمغادرة. وتم تصميم حركة الركاب لتكون انسيابية وسلسة، ما يقلل من التوتر المعتاد في هياكل النقل الكبرى.

وقد وصف نيل هيل، الشريك في Woods Bagot، التجربة بقوله: “يوفر المبنى تجربة بصرية متغيرة باستمرار وإحساسًا بالبهجة مع تحرك الركاب خلال الفضاء”. وليس هذا وصفًا بلاغيًا، بل تعبير عن تجربة مدروسة من خلال التصميم والإضاءة والتنظيم البصري.


مقياس إنساني برؤية عالمية

رغم حجمه الدولي، لا يفقد المطار إحساسه بالمقياس الإنساني. إذ صُمم ليكون سهل الوصول، ومرحّب، ومقروء بصريًا. وقد أشار كريستيانو تشيكاتو، مدير مكتب زها حديد للعمارة، إلى أن “ما يجعل هذا المبنى مميزًا هو مزجه بين التصميم المقياسي الإنساني والطموح العالمي”. فبينما يحمل تعبيرًا بصريًا قويًا، يظل مرتبطًا بسياقه المحلي.

حتى السقف الخشبي المتموج، ورغم ضخامته، يعمل على خلق جيوب مكانية أكثر حميمية داخل فضاء المبنى الواسع، مما يقلل الإحساس بالفجوة والفراغ الكبير المعتاد في المطارات. ويعكس هذا التدرج في التجربة فراغًا مدروسًا يوازن بين الراحة النفسية والجاذبية البصرية.

علاوة على ذلك، فإن المواد المحلية والرمزية المعمارية المدروسة تُضفي على المبنى طابعًا ثقافيًا خاصًا. بالنسبة للزوار القادمين من الخارج، فإن تجربتهم الأولى مع أستراليا تبدأ من بيئة تمثل طبيعتها وتقاليدها.


تصميم للمستقبل

ما يميز مطار غرب سيدني الدولي عن بقية المطارات العالمية ليس فقط قيمته الجمالية، بل تفكيره طويل الأمد. فتصميمه القابل للتوسعة يسمح بالتحديثات المستقبلية والتطورات التقنية، وحتى تغيير أنماط السفر، دون التأثير على الهوية المعمارية للمبنى.

ويكتسب هذا النهج أهمية خاصة في زمن تتغير فيه متطلبات المطارات بسرعة، بدءًا من بروتوكولات الأمن، إلى خدمات التسجيل الرقمي، ووصولًا إلى التوجهات البيئية. وبينما يقدّم المطار تجربة بصرية مميزة، فهو أيضًا آلة تشغيل فعالة وقابلة للتكيّف.

ومن الجدير بالذكر أن المشروع يأتي في لحظة تتحول فيها البنى التحتية المدنية من منشآت وظيفية إلى معالم ثقافية. لم يعد المطار مكانًا للعبور فقط، بل مساحة تعبير وهوية. ويُمثّل هذا المشروع تجسيدًا لهذا التحول.


✦ لمحة تحريرية من ArchUp

يُبرز هذا المقال مطار غرب سيدني الدولي كنموذج جديد في عمارة النقل المعاصر. تُظهر الصور سقفًا خشبيًا متموجًا وموادًا دافئة تضفي طابعًا إنسانيًا على المقياس العام. ورغم تميزه من حيث السياق والطموح، يمكن للنص أن يستكشف بشكل أعمق كيفية موازنة التصميم بين التوسعة المستقبلية والكفاءة التشغيلية. ومع ذلك، يوفّر المشروع تجربة وصول فريدة متجذرة في الضوء والحركة والهوية، مما يجعله مرجعًا مستقبليًا في معمار المطارات عالميًا.


تأمل نقدي

يشكل مطار غرب سيدني الدولي تحولًا عن النموذج التقليدي المعتمد على الكفاءة فقط في عمارة المطارات. قوته تكمن في مزج الانتماء الثقافي، ودفء المواد، ومرونة التصميم ضمن تجربة موحدة. ومع ذلك، يمكن القول إن المشروع كان سيستفيد أكثر من تسليط الضوء على مؤشرات الاستدامة أو دمج المجتمعات المحلية بشكل أكبر في مراحله المستقبلية.

ومع هذا، يبقى المشروع مرجعًا ملهمًا للبنى التحتية التي تسعى لتكون عالمية في طموحها، ومحلية في جذورها.


استكشف المزيد مع ArchUp

يوثق ArchUp تطور مهنة المعماريين حول العالم، من رؤى مهنية وأبحاث إلى مراجعات مشاريع وأخبار الصناعة. ينشر فريقنا التحريري تقارير عن الرواتب العالمية، ونصائح مهنية، وفرصًا للمواهب الجديدة. تعرف أكثر على صفحتنا التعريفية أو تواصل معنا للتعاون.

The photography is by Brett Boardman and Trevor Mein.

You Might Also Like

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *