جنة البلشون في قوانغدونغ: بناء يختبئ ليراقب الطبيعة

Home » الأخبار » جنة البلشون في قوانغدونغ: بناء يختبئ ليراقب الطبيعة

حافة الغابة: حيث يبدأ الاختفاء المعماري

تبدأ رحلة الزائر عند حافة الغابة. يجد المرء المبنى يتوارى بذكاء خلف صف كثيف من أشجار الأرز القائمة. هذا التخفي ليس صدفة. إنه تعبير أساسي عن مفهوم عمارة الأراضي الرطبة التي ترفض الهيمنة البصرية. الهدف كان خلق هيكل يندمج بسلاسة مع جزيرة البلشون المجاورة. هذه الجزيرة موطن لنحو 25,000 طائر.

هذا المشروع تتويج لجهود بدأت قبل عقود. هي مبادرة فردية من رجل محلي زرع غابة من الخيزران. تحولت بمرور الأعوام إلى واحة محمية. لاحقًا، توسعت مساحتها المحمية بقرار حكومي إلى 13 ضعفًا حجمها الأصلي. هذا يؤكد على الدور المشترك في الحماية البيئية. التناغم بين اليد البشرية والطبيعة يشكل الخلفية الروحية للمكان.

صعود المنظور المتشظي: عدسات تدور حول البيئة

الدخول إلى المبنى يمنح شعوراً بالدخول إلى جهاز بصري عملاق. يتكون الهيكل من أربعة أنابيب خرسانية مكدسة رأسيًا. كل أنبوب منها يدور قليلاً عن الآخر. هذا الدوران استجابة دقيقة لظروف الموقع لالتقاط المناظر المثالية لمراقبة الطيور.

عند التجول في الطوابق المتصاعدة من 1 إلى 4، يدرك الزائر أن المنظور المعماري التقليدي قد تم تفكيكه. كل طابق يقدم إطارًا محددًا وموجهًا. هذا الإطار يتجه نحو مستوى مختلف من النظام البيئي:

  • الطابق الأول: يُركز على جذور الأشجار ومستوى الماء.
  • الطابق الثاني: يُبرز جذوع الأشجار.
  • الطابق الثالث: يُظهر تيجان الأشجار النشطة.
  • الطابق الرابع: يرتفع إلى مستوى قمم الأشجار وحركة الطيور.

هذه التجربة انغماس تدريجي في طبقات الطبيعة. هي مصممة لرفع الوعي بأهمية عمارة الأراضي الرطبة وحمايتها.

الأذين المثلث: قلب اللقاء والضوء

في مركز هذه الأنابيب الأربعة، يجد الزائر نفسه في الأذين المثلث. تم إنشاء هذا الفراغ المحوري عبر عملية هندسية. هو يربط الأحجام المختلفة معًا. إنه ليس مجرد ممر. هو نقطة التقاء بصرية. بالوقوف في هذا المكان، يمكن للعين أن تنظر في وقت واحد إلى مناظر مختلفة. تشعر وكأن النوافذ في نهاية كل أنبوب هي لوحات طبيعية معلقة في الداخل.

يعتمد تصميم عمارة الأراضي الرطبة هنا على النظام الإنشائي الصندوقي الخرساني القوي. هذا النظام يدعم التوزيع غير التقليدي للأحمال. كما تسمح العوارض العميقة بتصفية ضوء الشمس. هذا الضوء يأتي من الكوات العلوية. ما يُدخل إحساسًا ماديًا بتغير الفصول إلى الداخل.

شهادة على الاحترام البيئي والمواد الموثوقة

شكلت المسؤولية البيئية حجر الزاوية في هذا الهيكل. قبل تحديد الموقع، أجرى المصممون بحثًا دقيقًا لـ 560 شجرة قائمة. تم تقليص بصمة المبنى إلى الحد الأدنى. هذا ضمن عدم قطع الأشجار الأصلية. حتى السقف يساهم في هذا التناغم. هو مغطى ببرك اللوتس. هذه البرك تخفف من الوجود البصري للكتلة عند رؤيتها من الأعلى.

في تفاصيل البناء، استخدمت تقنيات ومواد وثائقية ذات جودة عالية. هذه المواد تبرز مفهوم عمارة الأراضي الرطبة و الاستدامة:

  1. الخرسانة المصبوبة بقوالب الصنوبر: الواجهة الخارجية مصنوعة من خرسانة مصبوبة في الموقع. استخدمت قوالب خشب الصنوبر. هذا يمنحها نسيجًا حبيبيًا طبيعيًا يتماشى مع الغابة.
  2. النظام الإنشائي الصندوقي الخرساني: يوفر هذا النظام الدعم الكلي والموثوقية الهيكلية للأنابيب المكدسة رأسيًا.
  3. برك اللوتس السطحية: هذا غطاء إيكولوجي مائي. هو يقلل من الأثر البصري للمبنى من الارتفاع الخامس.
  4. الأذين المركزي: فضاء داخلي وظيفي يربط أربعة مناظير مختلفة ببعضها.

هذا المشروع ليس مجرد متحف. إنه بيان معماري عالمي. يؤكد على أن التدخل البشري يمكن أن يكون خفيًا ومسؤولًا. هو موجه لخدمة البيئة وحمايتها.

✦ ArchUp Editorial Insight

يمثل متحف الأراضي الرطبة في شونده دمجًا بصريًا بين العمارة الهندسية والطبيعة عبر أربعة أنابيب خرسانية مكدسة. تتبنى هذه الكتلة نهج “الاختفاء المتعمد” لخدمة وظيفتها كمرصد بيئي، حيث يدور كل أنبوب لإنشاء مناظير محددة للغطاء النباتي والبلشون. بالرغم من نجاح التصميم في تحديد رؤية بيئية متدرجة عبر الطوابق الأربعة، فإن الالتزام بالبنية الخرسانية الصندوقية الثقيلة في سياق بيئة أراضي رطبة هشة يطرح تساؤلات حول المقاربة التصميمية. يبقى الإنجاز الحقيقي في ترسيخ قيمة الموقع وتحويل جهود الحماية المحلية إلى بنية مؤسسية دائم

Further Reading from ArchUp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *