تشيناي، الهند – في حي بالافارام المزدحم في تشيناي، قام استوديو D.L.E.A. (مختبر التصميم للبيئة والعمارة) بابتكار تأمل شعري في الذاكرة والهجرة والأمومة عبر مشروع “سوادو – أناي سيتا إيلام”، وهو منزل مساحته 245 مترًا مربعًا. صُمم هذا المسكن لسيدة تبلغ من العمر 70 عامًا وعائلتها المقيمة الآن في الخارج، وهو ليس مجرد سكن، بل أرشيف ملموس للتاريخ العائلي، يعيد تفسير التقاليد عبر التصميم المعاصر.
منزل يتركب آثار الماضي
كلمة سوادو – المشتقة من الكلمة التاميلية التي تعني “أثر” أو “بصمة” تجسد الفلسفة الأساسية للمشروع. بدلاً من إعادة إنشاء المساحات المفقودة للمنزل العائلي القديم (الذي كان مليئًا بأشجار المانجو وبئر محفور يدويًا)، أعاد المهندسون تصور العلاقة الحميمة من خلال المساحات المتدرجة والضوء والمادية. لا يتعلق التصميم بالحنين إلى الماضي، بل يعيد بناء الذاكرة بطريقة تتناغم مع عائلة مشتتة.
المدرجات المتدرجة: إعادة تفسير الانفتاح
استبدل المهندسون المنزل القديم الواسع بسلسلة من المدرجات المتدرجة، مما خلق مناطق انتقالية شبه خارجية تشجع على التفاعلات العفوية. هذه المستويات المتداخلة، المظللة بأشجار المانجو المحفوظة، تعمل كـ:
- عتبة حية بين الداخل والخارج
- جسر للتواصل بين الأجيال (الجدة والأحفاد)
- واجهة ديناميكية تتطور مع ضوء الشمس والظل
العمود الفقري ثلاثي الارتفاع: الضوء كأداة سردية
يقع المنزل بالقرب من طريق حي مزدحم وخط مترو تشيناي، لكنه ينعطف إلى الداخل، مستخدمًا عمودًا فقريًا ثلاثي الارتفاع على حافته الشمالية لـ:
✔ توجيه الضوء الطبيعي إلى عمق الداخل
✔ تمكين التواصل البصري بين الطوابق
✔ تخفيف الضوضاء الحضرية مع الحفاظ على الانفتاح
هذه الحركة المعمارية تحول الضوء إلى راوٍ للقصة، حيث تلقي أنماطًا متغيرة ترمز لمرور الوقت – استعارة لرحلة العائلة المهاجرة.
ذاكرة المواد: الأسطح الحرفية وصدى الطراز المحلي
يستخدم D.L.E.A. موادًا تعكس الهوية الإقليمية لربط الماضي بالحاضر:
- أرضيات من أكسيد أحمر وأخضر ورمادي
- إيماءة للحرفية التقليدية في جنوب الهند
- جدران خرسانية مطبوعة بأوراق الشجر حفظ حرفي ورمزي لأوراق الأشجار المفقودة في الموقع
- أسقف مبردة بالأواني الفخارية تقنية تبريد محلية تعزز الاستدامة البسيطة
حتى البئر العائلي المُرمم، الذي أصبح الآن عنوانًا تأمليًا في الفناء، يعمل كتذكير ملموس بالجذور.
جسر ثقافي للمغتربين
بالنسبة لأبناء الجيل الثاني من الهنود غير المقيمين (NRIs) والأحفاد الذين نشأوا في الخارج، فإن سوادو ليس مجرد منزل عطلات إنه رابط ملموس بالتراث. بتجنب النسخ الحنيني، يسمح D.L.E.A. للضوء والملمس والمساحة بسرد قصة العائلة بشكل عضوي.
لماذا يهم هذا المشروع
- العمارة كحافظة للذاكرة كيف يمكن للتصميم أن يحفظ التراث غير المادي
- الطراز المحلي الحديث مزج التقاليد مع الاحتياجات المعاصرة
- الضوء كوسيط ثقافي ليس مجرد وظيفة، بل يصبح صدًى عاطفيًا
الفكرة الأخيرة: في عالم يتعولم بسرعة، يقف سوادو – أناي سيتا إيلام كبيان هادئ – يثبت أن المنزل ليس مجرد مكان، بل بصمة حسية للانتماء.
استكشف المزيد مع ArchUp
يوثق ArchUp تطور مهنة المعماريين حول العالم، من فرص العمل والأبحاث إلى ملفات المشاريع وأخبار القطاع. ينشر فريق التحرير لدينا تقارير حول رواتب المعماريين عالميًا، ونصائح مهنية، وفرصًا للمواهب الناشئة. تعرف أكثر عبر صفحة من نحن أو تواصل معناللتعاون.